كثفت الطائرات الحربية الروسية خلال الأسبوع الأخير من غاراتها على الشمال السوري واستهـ.ـدفت مناطق جديدة قريبة من الحدود السورية التركية.
بالمقابل لم تعلق تركيا على هذا التصـ.ـعيد، إذ عادة يترافق أي تصعـ.ـيد عسكـ.ـري على الشمال السوري بردود تركية أو د.عم الر.د بشكل غير مباشر عبر الجيـ.ـش الوطني السوري.
ويرى الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية محمود علوش، أن التصـ.ـعيد هو جزء من الضغـ.ـط الروسي على تركيا.
مبيناً أن هذا التصعـ.ـيد هو جزء من وسائل الضغـ.ـط العسكـ.ـرية التي تمـ.ـارسها روسيا ونظام الأسد على تركيا، ودفعها إلى تقديم تنـ.ـازلات بخصوص إدلب.
كذلك من أجل تغيير منطقة خفـ.ـض التصعـ.ـيد عبر استعادة طريق “M4” والأجزاء الجنوبية من المحافظة، وفقاً للباحث.
وأشار “علوش” في حديث لموقع “عنب بلدي” أن مفـ.ـاوضات تجري منذ فترة بين تركيا وروسيا منذ فترة حول مصيـ.ـر ميليـ.ـشيات “قسد”.
إقرأ أيضاً: مركز دراسات يحدد أسباب التصـ.ـعيد الروسي شمال سوريا والتوقعات الميدانية والسياسية للأشهر المقبلة
وأوضح الباحث أن روسيا تعـ.ـارض رغبة تركيا في شـ.ـن عمليـ.ـة عسكـ.ـرية جديدة ضـ.ـد “قسد”.
إلا أنها تتطلع لمقـ.ـايضة مع أنقرة، تتيح للنظام استعادة بعض من أجزاء إدلب، لذلك يبدو التصـ.ـعيد في إدلب جزءاً من وسائل الضـ.ـغط.
وأشار “علوش” أن لتركيا انتشاراً عسكـ.ـرياً كبيراً شمال سوريا، وسبق أن ردت بقـ.ـوة على قـ.ـوات الأسد في عمليـ.ـة “در.ع الربيع”.
مبيناً أنه إذا ما اتخذت تركيا خياراً للرد فإنه سيكون مكلف لها على المستويين السياسي والعسكـ.ـري.
لذلك، يوضح “علوش”، تفضل تركيا الإبقاء على قنوات الحوار مع روسيا مفتوحة.
لافتاً أن أي تغيير للوضع الميداني في إدلب بالقـ.ـوة سيزيد من الضـ.ـغوط على التواجد العسكـ.ري التركي في سوريا.
ووفقاً للباحث، فإن أنقرة متمسكة بالحفاظ على التهـ.ـدئة في مناطق سيطرة المعـ.ـارضة شمال سوريا.
ذلك لأن أي تصعـ.ـيد سيحدث أزمـ.ـة إنسانية كبيرة فيها، وسيؤدي إلى موجة لـ.ـجوء جديدة تجاه تركيا.
الأمر الذي لا يمكن للحكومة التركية تحمل تبعاته، خاصة مع اقتراب الانتخابات التركية القادمة، بحسب علوش.
كما أن تركيا وجدت صعـ.ـوبة في مقـ.ـاومة سياسة القـ.ـضم التدريجي التي انتهجها النظام وداعـ.ـموه في إدلب، منذ إبرام اتفاقية منطقة خفـ.ـض التصعـ.ـيد، يوضح “علوش”.
انتهـ.ـاكات متكررة لاتفاق موسكو
يذكر أن تركيا أعلنت بشكل رسمي إطـ.ـلاق عملية “درع الربيع” العسكـ.ـرية ضـ.ـد قوات الأسد في شهر آذار عام 2020.
وخلال العملية شـ.ـنت تركيا عشرات الضـ.ـربات الجوية على مواقع قـ.ـوات الأسد وأعلنت عن مقـ.ـتل العشرات وتد.مير آليات ثقيلة وطائرات.
عقب ذلك وقعت روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020، اتفاق موسكو، أو اتفاق وقـ.ـف إطـ.ـلاق النار، إلا أن هذه الاتفاقية جرى انتهـ.ـاكها بشكل متكرر.
ومع مطلع العام الحالي تسبب الغـ.ـارات الروسية بمقـ.ـتل ثلاثة مدنيين (طفلان وامرأة)، وأُصيـ.ـب عشرة آخرون بينهم ستة أطفال بالقرب من جسر الشغور.
كما استهـ.ـدفت الطائرات الروسية بعدة غـ.ـارات، محيط وأطراف كفرتخاريم وأرمناز والبارة والعنكاوي ودير سنبل ومعرطبعي، ومحيط مدينة إدلب.
كذلك جبل الشيخ بركات، وكفر تعال، ومحيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وسُجلت عدة إصـ.ـابات في صفوف المدنيين.
وأكد “الدفـ.ـاع المدني السوري”، أن الطائرات الروسية تزيد من استهـ.ـداف المرافق الخدمية والمنشآت الحيوية.
ذلك بعد أن استهـ.ـدفت بغـ.ـاراتها العديد من المداجن ومحطة مياه “العرشاني” المغذية لمدينة إدلب.