باتت قـ.ـضية اللاجـ.ـئين السوريين مادة رائـ.ـجة بالنسبة لشريحة واسعة من المعـ.ـارضة التركية تستخدمها كأداة ضـ.ـد الحزب الحاكم “العدالة والتنمية”.
في أحدث تصريح عنـ.ـصري بهذا السياق، جدد زعـ.ـيم حزب الشعب الجمهوري “كمال كليشدار أوغلو”، وعيده بإرسال السوريين إلى بلادهم.
هذا النوع من الخطاب العنـ.ـصري بات سمة شريحة واسعة من المعـ.ـارضة التركية، لا سيما حزب مثل حزب الشعب الجمهوري.
ويتميز هذا الحزب بعد.ائه للاجـ.ـئين والمهـ.ـاجرين وشغـ.ـفه بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، دون اعتماد أي أسس إنسانية ومنطقية لمعـ.ـالجة أزمـ.ـة تجاوزت عشرة أعوام.
بالمقابل تؤكد الحكومة التركية على تعهدها بعد.م إرسال السوريين بشكل قسـ.ـري إلى بلدهم طالما بقي حزب العدالة والتنمية في السـ.ـلطة.
وسط هذا الجدل يتساءل السوريون في تركيا بدافع القـ.ـلق، حول إمكانية طر.دهم بالفعل من تركيا في حال فازت المعـ.ـارضة بالسـ.ـلطة.
إقرأ أيضاً: المعـ.ـارضة التركية تقود حملة تحـ.ـريض جديدة منـ.ـاهضة للاجـ.ـئين السوريين.. و تطلق أكـ.ـاذيب ومزاعـ.ـم ضـ.ـدهم
كما يتسائلون فيما لو كان تنفيذ تلك الوعود متاحاً على أرض الواقع ويتماشى مع الأسس القانونية والأعراف الدولية؟
هل ممكن إعادة السوريين؟
في هذا الإطار، أشار موقع “تلفزيون سوريا” في تقرير إلى أن المعـ.ـارضة التركية لا تستطيع إجبـ.ـار السوريين على العودة منطقياً وقانونياً.
وذكر الموقع في تقريره أنه لا يمكن إرسال ملايين الناس بشكل قسـ.ـري من بلد ما نحو بلدهم الأصلي، إذا شعروا بوجود تهـ.ـديد محدق بهم يهـ.ـدد حياتهم هناك.
مبيناً أن ذلك ينطبق على معظم السوريين في تركيا، فهم لم يهـ.ـاجروا إليها بدافع السياحة أو العمل، لكن لطلب الحمـ.ـاية من نظام يستهـ.ـدف حياتهم أموالهم وأعراضهم.
وأوضح التقرير أن المعـ.ـارضة تدرك أن اللاجـ.ـئين السوريين يشملهم وصف “الحمـ.ـاية المؤقتة”.
وهذا الوصف يعني وجود “أشخاص غادروا بلدانهم بشكل قسـ.ـري ولا يستطيعون العودة إليه”، كما يشير القانون التركي.
الأمر الذي يجعلهم في حكم اللاجـ.ـئين واكتساب حق عد.م الترحـ.ـيل القسـ.ـري على الأقل، وفقاً للتقرير.
مشدداً على أن المعـ.ـارضة التركية تعي ذلك جيداً، وتدرك أن القوانين التركية ذاتها والأعراف الدولية والقيم الإنسانية تحظـ.ـر ترحـ.ـيل اللاجـ.ـئ ومن هو في حكـ.ـمه.
برنامج المعـ.ـارضة
وأشار إلى أن الخطاب الذي تنتهجه المعـ.ـارضة التركية والشعب الجمهوري بالتحديد نابع من احتمالين.
أولهما، “مجرد دعاية انتخابية وورقة ضـ.ـغط ضـ.ـد الحزب الحاكم لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة”.
أما الثاني، فيتعلق ببرنامج تعمل عليه المعـ.ـارضة من أجل إرسال السوريين إلى بلدهم بالفعل في حال فازت بالسـ.ـلطة.
وفي الاحتمالية الثانية، يرى الموقع أن المعـ.ـارضة مطالبة بتحقيق شروط تنص عليها القوانين التركية والدولية تجنبها أي انتقـ.ـادات داخلية ودولية.
منها، وفقاً لتقرير الموقع، انتهاء حالة الخطـ.ـر التي تهـ.ـدد حياة “اللاجـ.ـئ/طالب الحمـ.ـاية المؤقتة”.
وهذا يعني أن تعمل المعـ.ـارضة التركية على إنهـ.ـاء الحـ.ـرب في سوريا بشكل تام وتقديم ضمانات للسوريين على حياتهم وأموالهم وأعراضهم.
وأشار الموقع، أن زعيم الشعب الجمهوري المعـ.ـارض “كليشدار أوغلو”، تحدث مرات عدة عن برنامج من هذا النوع.
وأضاف “كليشدار” أن حزبه حينما يستلم السـ.ـلطة، لن ينـ.ـهي الحـ.ـرب في سوريا فحسب، بل سيضمن أمـ.ـان السوريين العائدين إلى بلدهم.
أما المثير في الأمر، هو أن “كليشدار” يتحدث عن عامين فقط على أبعد تقدير حتى يحقق جميع هذه الضمانات والتفاصيل التي ينتظرها السوريون منذ أكثر عشر سنوات.
مواقف مؤيدة لنظام الأسد
منذ اللحظة الأولى للثورة السورية فضل حزب الشعب الجمهوري المعـ.ـارض الوقوف إلى جانب النظام و”بشار الأسد”.
كما أنه لا يزال في حالة تواصل مع النظام، ولا يزال يدعو إلى التطبـ.ـيع معه من أجل حل مشكـ.ـلة الهـ.ـجرة ووجود السوريين في تركيا.
في المقابل، يصف الحزب الجمهوري، فصائل المعـ.ـارضة المسـ.ـلحة ضـ.ـد النظام بـ”الإرهـ.ـابيين”.
ما يعني أن الحل الذي يدور في مخيلة “كليشدار” يعتمد على تطبـ.ـيع العلاقات مع النظام وأخذ الضـ.ـمان والكلمة منه كي يعود السوريون إلى هناك دون عـ.ـائق.
كما يرسم “كليشدار” في مخيلته إشراك أطراف خارجية في هذا الأمر، مثل “الاتحاد الأوروبي”، بحسب التقرير.
طرح خطـ.ـير
وأكد تقرير “تلفزيون سوريا” أن مشروع “كليشدار” هو طرح خطـ.ـير ومنفـ.ـصم عن الواقع.
وشدد على أن الأخطـ.ـر من ذلك، هو أن يلقى هذا الطرح آذاناً صاغية لا سيما في ضوء التطورات الإقليمية والدولية حيال القـ.ـضية السورية.
كما توقع التقرير أن تلجأ المعـ.ـارضة إذا فازت بالسـ.ـلطة إلى الخطة “ب”، في حال لم يحظ مشروعها بضوء أخضر دولي.
مشيراً إلى أن هذه الخطة ربما تقوم على التهـ.ـجير القسـ.ـري غير الرسمي، أو بتعبير آخر “سياسة التطفيش المنظّم”.
ذلك من خلال التضيـ.يق على السوريين في تركيا وحـ.ـرمانهم من العمل والدراسة ومزاولة الحياة بشكل مريح.
الأمر الذي يدفعهم للبحث عن طريق آخر مثل الهـ.ـجرة غير الشرعية خارج تركيا، أو التوجه إلى سوريا قسـ.ـراً حينما تنغلق جميع الطرق في وجوههم.