تخطى إلى المحتوى

مصادر تتحدث عن طلبات روسية من “محمد بن سلمان” متعلقة بالملف السوري وموقف السعودية منها

لا تزال الزيارة المفـ.ـاجئة للمبعوث الرئاسي الروسي “ألكسندر لافرنتييف” إلى السعودية ولقاء ولي العهد “محمد بن سلمان” تثير الكثير من التسـ.ـاؤلات.

خاصة وأن المبعوث الرئاسي الروسي الخاص اتجه من الرياض إلى دمشق مباشرة والتقى مع “بشار الأسد”.

في هذا الإطار ذكر موقع “المدن” في تقرير أن اللافت في الزيارة أنه لم يسبقها أي تطورات محددة تفـ.ـرض على الكرملين إجراء مشاورات عاجلة حول الوضع في سوريا مع أعلى قيـ.ـادة في السعودية.

وتسائل الموقع عن الشيء الذي تريده روسيا حالياً على المسار السوري، وماذا تتوقع موسكو من الرياض أن تقدم في هذا الإطار؟.

مشيراً، أن الموقف الروسي بات واضحاً للجميع، ولم تعد موسكو تخـ.ـفي أنها تعمل على إعادة النظام إلى الجامعة العربية، والحصول على تمويل لإعادة الإعمار.

ومن الواضح أيضاً، وفقاً للتقرير، أن روسيا غير جادة في تسوية سياسية للأزمـ.ـة السورية تتوافق مع ما نصت عليه القرارات الدولية.

حيث أنها لا تزال تصـ.ـر على تحميل المعـ.ـارضة المسـ.ـؤولية عن تعثـ.ـر عملية التسـ.ـوية، وتتجـ.ـاهل حقيقة أن المعطـ.ـل الوحيد هو النظام.

كما أنها ترى إشارة المعـ.ـارضة إلى ما نصت عليه القرارات الدولية بشأن مستقبل سوريا “شروطاً غير مقبولة”، على حـ.ـد تصريح “لافرنتييف” نفسه.

قنوات اتصال عربية مع النظام

التقرير يشير إلى أن موسكو تحاول دفع الدول العربية لفتح قنوات اتصال مع النظام، وإعادته إلى جامعة الدول العربية.

متوقعاً أن يكون “لافرنتييف” وصل الرياض حاملاً رسائل محددة، تريد منها روسيا دفع السعودية إلى أي شكل من أشكال التطبيع مع النظام.

ويرى التقرير أنه من الطبيعي أن تعـ.ـول موسكو على مساعدة من الرياض في إعادة النظام إلى الجامعة والمسـ.ـاهمة في إعادة الإعمار تحت غطار “التعـ.ـافي المبكر”.

في المقابل، يمكن أن تقترح روسيا على السعودية لعب دور الوسيط لإنهـ.ـاء التوتـ.ـر مع إيران.

كما يمكن لروسيا إغـ.ـراء القيـ.ـادة السعودية بدور مستقبلي كبير في سوريا، ومشاريع اقتصادية هناك.

الموقع رجح أن ترفـ.ـض السعودية أياً من تلك الاقتراحات أو الأفكار الروسية في موضوع التطبـ.ـيع مع النظام.

مبيناً أن الرياض لن تقدم على خطوة لإرضـ.ـاء روسيا على حساب العلاقة مع الحليف الأميركي، ولا شـ.ـك أنها ستلتـ.ـزم بموقف واشنطن.

أما بالنسبة لأي اغـ.ـراءات ممكن تقديمها للسعودية مقابل تنـ.ـازلات تقدمها الرياض في الشأن السوري، يرى التقرير أن خـ.ـلافات السعوديين مع الإيرانيين لا تقتـ.ـصر على الوضع في اليمن.

بل تتعلق بالدور الإيراني في العالم العربي بشكل عام، وإصـ.ـرار إيران على أن تكون المهيمنة في منطقة الخليج العربي.

رغم ذلك كله فإن السعودية، ومن دون الحاجة لـ”الوساطة الروسية”، أطلقت حواراً مع الإيرانيين.

وبالتالي لا يوجد لدى روسيا ما يمكن أن تقدمه في هذا الملف، بالإضافة إلى أن التطبـ.ـيع مع طهران لا يلـ.ـزم الرياض بتغيير موقفها من الوضع في سوريا.

وأشار التقرير أن السعودية ممكن أن تستفيد من التجربتين القطرية والتركية في العلاقة مع إيران.

حيث تربط أنقرة والدوحة علاقات جيدة مع طهران، رغـ.ـم أنهما على النقيـ.ـض تماماً في الملف السوري.

لم يأت عن عبـ.ـث

تقرير الموقع يوضح أن توجه موسكو نحو الرياض على أمل تحريك مسألة التطبـ.ـيع مع النظام وتمويل إعادة الإعمار لم يأتِ عن عبـ.ـث.

حيث سبق وأن اختبرت موسكو التنسيق حول الملف السوري مع الرياض، وحققت نتائج لصالح رؤيتها للتسـ.ـوية السورية، من دون أن تقدم للرياض أي شيء في المقابل.

مشيراً إلى أن ملامح ذلك التنسيق بين الرياض وموسكو في الشأن السوري برزت أعقـ.ـاب مؤتمر “الرياض2”.

حيث استبـ.ـعدت منه شخصيات رئيسية، في مقدمتها رئيس الوزراء الأسبق، “رياض حجاب”، كما تم ضم منصتي “موسكو” و”القاهرة” إلى هيئة المفـ.ـاوضات.

والمعروف أن موسكو كانت تصف “حجاب” بأنه شخصية متشـ.ـددة، وأعرب “سيرغي لافروف” حينها عن ترحيبة باستقـ.ـالة “حجاب” وآخرين، ووصفهم “شخصيات متشـ.ـددة”.

التقرير لفت إلى أن زيارة “لافرنتييف” جاءت قبل شهر تقريباً من الموعد المعلن يوم 22 شباط، لمؤتمر قـ.ـوى المعـ.ـارضة في العاصمة القطرية.

ومن المقرر أن يشارك فيه شخصيات تم استبعـ.ـادها من الهيئة العليا للمفـ.ـاوضات، وفي مقدمتهم “رياض حجاب”.

ورجح التقرير أن تكون الزيارة بمثابة دعوة لتفـ.ـعيل الدور السعودي بشكل أكبر في الملف السوري.

ذلك لقطـ.ـع الطريق مسبقاً أمام أي قرارات قد تخرج عن مؤتمر الدوحة، تعيد الأمور سورياً إلى نصابها.

وتضع جهود التسـ.ـوية على مسارها السليم، الذي يراعـ.ـي بحزم بيان “جنيف1” والقرار 2254، ونسف معظم ما تصفه موسكو “إنجـ.ـازات أستانا وسوتشي”.

ويوضح التقرير أن الوضع الآن مختلف عما كان عليه عام 2017، مرجحاً أن تتجـ.ـنب الرياض خطوات قد تؤثـ.ـر على العلاقات مع الدوحة بعد تطبـ.ـيع علاقاتهما.

خاصة أن اهتمام المملكة بالملف السوري تراجـ.ـع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولديها أولويات داخلية أكثر أهمية.

كما تسعى الرياض لتحصـ.ـين العلاقة الخليجية إقليمياً، وتحـ.ـرص بشكل دائم على عدم القيام بخطوات قد تثيـ.ـر استياء الشركاء في واشنطن.