قـ.ـضت اليوم الثلاثاء 1 كانون الثاني، طفلتان نتيجة الطقس الشتوي القـ.ـاسي الذي يشهده الشمال السوري، حيث أدت الثلوج والأمطار الغزيرة إلى تد.مير مئات الخيام في مخيمات النازحين وتعـ.ـريض القاطنين فيها للخطـ.ـر.
ووفقاً لمصادر طبية، فإن الطفلتين هما “فاطمة عيد المحمود” (7 أيام)، والطفلة الثانية “آمنة محمد سلامة” البالغة من العمر شهرين فقط، توفـ.ـيتا خلال الـ24 ساعة الماضية بسبب البرد.
وحمل فريق “منسقو استجابة سوريا” المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري المحرر المسؤولية الكاملة عن وفـ.ـيات الأطفال نتيجة البرد الشديد.
والد الطفلة “فاطمة”، ذكر أن زوجته أخبرته بعد منتصف الليلة الماضية أن الطفلة تسيل الد.ماء من فمها وأنفها، مضيفاً أنه عندما اقترب منها كانت درجة حراراتها منخفضة جداً.
وأشار إلى أنه قام بإسعـ.ـافها على الفور إلى مشفى الرحمن في بلدة حربنوش بريف إدلب، إلا أنها فـ.ـارقت الحياة على مدخل المشفى، وفقاً لوالد الطفلة.
بدوره، قال المدير الطبي لمشفى الرحمن “مازن تلاوي”، إن الطفلة “فاطمة عيد المحمود” البالغة من العمر سبعة أيام وصلت إلى المشفى في تمام الساعة الثانية من ليلة الاثنين الماضية “متوفـ.ـية”.
وأوضح أن الطفلة عند وصولها إلى المشفى كانت حالتها العامة “برودة أطراف وحدقات متوسعة غير متفاعلة مع علامات نزف رئوي من الأنف والفم”.
إقرأ أيضاً: حياتنا غدت كالجحـ.ـيم نحـ.رق ثيابنا لنتدفئ.. مهـ.ـجرة تبكي بحـ.ـرقة على حالها في مخيمات الشمال السوري (فيديو)
وأشار المدير الطبي إلى أن عائلة الطفلة تعيش في مخيم “الليث” الواقع على أطراف بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي.
أما الطفلة الثانية “آمنة محمد سلامة” البالغة من العمر شهرين فقط، لفت “التلاوي” إلى أنها وصلت ظهر أمس الاثنين إلى المشفى وتم قبولها في قسم الحواضن وكانت بحالة عامة سيـ.ـئة وتعاني من برودة شديدة وبطء في القلب مع زرقة.
مبيناً أن الكادر الطبي عمل على إسعـ.ـاف الطفلة بشكل فوري بكافة الإجراءات اللازمة مع وضعها تحت المراقبة.
وأوضح “التلاوي” أن الطفلة لازمها هبوط سكر شديد تم تعويضه، كما تطور لديها نزف رئوي صـ.ـاعق مع تسبط تنفسي لم تستجب للإسعـ.ـاف وتوفيت الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاء 1 شباط 2022.
المنظمات تتحمل المسؤولية
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن “طفلتين نازحتين من ريف حلب الجنوبي إحداهما تبلغ من العمر سبعة أيام والثانية شهرين توفـ.ـيتا صباح الثلاثاء نتيجة البرد والصقيع” في إدلب.
وقال الناطق باسم المكتب “باتريك نيكولسون” لوكالة “فرانس برس” إن “الأطفال (في هذه المخيمات) معـ.ـرضون لخطـ.ـر البرد، ويعيشون في خيام مهترئة وثمة نقص في الملابس الشتوية والوقود”.
وأكد “نيكولسون” أن “المشكلة تزداد سـ.ـوءاً بسبب الأزمة الاقتصادية ونقص الموارد اللازمة لتقديم مساعدات الشتاء وزيادة الاحتياجات”.
أما فريق “منسقو الاستجابة” فقد شدد على أن المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة تتحمل المسؤولية الكاملة عن وفيـ.ـات الأطفال نتيجة ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات.
ويؤكد الفريق أن الجهات الداعمة للقطاع الطبي تتحمل أيضاً التقصير في تأمين عمليات الدعم وخاصة لمشافي الأطفال وإيقاف الدعم عنها.
وطلب “منسقو الاستجابة” من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة تحمل مسؤوليتها بشكل كامل اتجاه النازحين و السكان المدنيين في المنطقة.
كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة التحرك الفعلي لتقديم المساعدات الشتوية للنازحين السوريين في مخيمات اللجوء بشكل عاجل، وزيادة فعالية العمليات الإنسانية في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة القادمة.