رغم أن السيادة الوطنية السورية أصبحت كالجدار المثقوب بآلاف الحفر، على يدي نظام الأسد الذي استدعى جميع أشكال التدخل والتطـ.ـرف.
يخرج الناطق العسكـ.ـري للنظام في بيان يتحدث فيه عن السيادة الوطنية، وعن وجود أمريكي مخـ.ـالف للقوانين الدولية وعن ضرورة خروجه.
العميد “أحمد رحال” يشير في مقال نشره “أورينت نت” أن أحدث التقارير كشف عن وجود أكثر من 600 موقع عسكـ.ـري.
تشمل مواقع وجود التحالف الدولي والجيـ.ـش الروسي والجيـ.ـش التركي ومواقع ميليـ.ـشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
التقارير بينت أن القواعد الجوية والمطارات ومقرات الفرق البرية لقوات الأسد أصبحت تحت سيـ.ـطرة ميليـ.ـشيات إيران وحزب الله والجيـ.ـش الروسي.
مشيراً أن القول الفصل بالأوامر العسكـ.ـرية، هو أن القرار العسكـ.ـري ومن قبله القرار السياسي لم يعد قراراً سورياً.
إقرأ أيضاً: بتنسيق روسي .. ميليـ.ـشيات “قسد” تهـ.ـين قوات الأسد وتعتـ.ـقل ضابط مع عناصره ومصدر يحدد التهـ.ـمة الموجهة لهم
في الوقت نشهد غياب كامل لقوات الأسد عن مجريات الأحداث في سوريا، وفقاً لـ”رحال”.
ويرى “رحال” أن دعوة النظام لمقـ.ـاومة ما وصفه “الاحتـ.ـلال الأمريكي” تتلاقى مع رؤية زعيم ميليـ.ـشيا “حزب الله” الأخيرة.
حيث دعا “حسن نصر الله” مؤخراً لتشكيل مقـ.ـاومة في شمال شرق سوريا لمواجـ.ـهة الوجود الأمريكي.
كما أن تناغم دعوة النظام مع “نصر الله” يدلل بشكل واضح على أن الأوامر مصدرها واحد وتأتيهم من “قم” الإيرانية.
من أدخل جيـ.ـوش الاحتلال؟
تساءل العميد “رحال” في مقاله، عمن “أدخل كل تلك الاحتـ.ـلالات إلى سوريا ومن تسبب بها؟!”.
كما تساءل عمن “من أدخل الإيراني؟ ومن أدخل حزب الله؟ ومن أدخل أكثر من 60 ميليـ.ـشيا عراقية وأفغانية وباكستانية وشيشانية إلى سوريا؟”.
كذلك من “أدخل كل طيران وحوامات وصـ.ـواريخ الاحتـ.ـلال الروسي إلى سوريا؟ من باع قاعدة حميميم وميناء طرطوس للروس؟”.
مشدداً على أن السوريين يطمحون لخروج كل الجيـ.ـوش وكل الأجانب من سوريا.
كما أن السوريين لا يرغبون بوجود قدم عسكـ.ـرية أجنبية واحدة على أراضيهم, والثورة السورية كانت أول من طالبت بخروج الجميع.
ويرى “رحال” أن كل الصـ.ـراعات التي تدور على الجغرافية السورية اليوم لم تعد صـ.ـراعات لإنهاء الثورة, ولا لإسقـ.ـاط الأسد.
حيث وصلت الأطراف المتداخلة بالشأن السوري إلى تفاهمات بينية ترسم خرائط نفوذ متفق عليها فيما بينهم, وبعيداً عن رأي السوريين وعن قرارهم.
ويشير إلى أن المنـ.ـاوشات التي تحصل بين الفينة والأخرى بين تلك الأطراف لا تعدو كونها صـ.ـراعات على تحسين وتحصين مناطق نفوذها.
صـ.ـراعات النفوذ
هذه الصـ.ـراعات والمناوشات ، وفقاً لـ”رحال” تتمحور حول ثلاثة صـ.ـراعات أساسية.
أولها، صـ.ـراع حول مناطق النفوذ بين روسيا وأمريكا. وروسيا وتركيا, وإيران وروسيا.
إذ تقول إيران بهذا الشأن إنها الأحق بالنفوذ وهي من ضـ.ـحت بعشرات الآلاف من ميليـ.ـشياتها على الأرض السورية وصرفت قرابة 60 مليار دولار.
في المقابل ترد عليها روسيا بالقول، لولا تدخلنا عام 2015 ولولا جهود الطيران الروسي لسقـ.ـطتم أنتم وحزب الله والأسد.
أما الصـ.ـراع الثاني، فهو حول حواجز الإتاوات وحواجز التهـ.ـريب وتجارة المخـ.ـدرات, التي باتت تشكل الاقتصاد الرديف لإيران وميليـ.ـشياتها والنظام.
والصـ.ـراع الثالث هو حول استقطاب روسيا ولإيران للشباب السوري لضمهم لميليـ.ـشياتهم، وفقاً للعميد “رحال”.
حيث تسعى إيران لتقوية ميليـ.ـشياتها في سوريا وتريد ضم أكبر عدد من الشباب السوري مستغـ.ـلة وضعهم الاقتصادي.
كما أن روسيا أيضاً تريد مقاتـ.ـلين سوريين لتقوية ذراعها بميليـ.ـشيا “الدفاع الوطني” وافتتحت لذلك عدة معسكـ.ـرات .
وأوضح “رحال” أن الجميع يعلم أن من د.مر سوريا بشكل أساسي هو قوات الأسد وطائرات الروس وميليـ.ـشيات إيران و”حزب الله”.
كما يعلم الجميع أن الجيـ.ـش الحر والجيـ.ـش الوطني لا يملك وسائط تد.مير المدن وليس التد.مير من أبجدياته أصلاً.
مشيراً إلى أن النفاق والكذب وصل للروس حيث اتهـ.ـم مسؤول روسي الأمريكان بتد.مير سوريا.
مدعياً خلال تعليقه على أحداث سجن (غويران)، أن “القوات الأمريكية تشن عملية عسكـ.ـرية واشتبـ.ـاكات ممـ.ـيتة، وتعرض حياة المدنيين للخطـ.ـر”.
واعتبر “رحال” أنه ليس بعد هذا الكلام وقـ.ـاحة أكبر.. بعد أكثر من 200 ألف طلعة جوية اعترفت بها قاعدة حميميم على مناطق المعارضة.
وتسببت تلك الغارات بمقـ.ـتل وجـ.ـرح وتشريـ.ـد ملايين السوريين, ود.مرت الأسواق الشعبية والمدارس والمشافي والنقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني ومنازل المدنيين.
محـ.ـاسبة من باع السيادة الوطنية
يضيف “رحال”، على من يتباكى على السيادة الوطنية أن يعلم أن المطلب يكون جماعياً، ويجب أن يطالب بخروج الجميع من سوريا دون استثناء لأنها احتـ.ـلالات.
وحول أن هناك من دخل بإذن النظام، يؤكد “رحال”، أن الأسد فقدَ سلطته وفقد شرعيته مع أول نقطة منذ انطلاق الثورة السورية.
مشدداً على أن الأسد غير مؤهل ولا يملك السلطات ولا الصلاحيات باستقدام القتـ.ـلة لتمكينه من البقاء بكرسي السلطة حتى على جمـ.ـاجم السوريين.
وأكد “رحال” على أن السيادة الوطنية ليست شعاراً يرفع، ولا كلمات يتبجح بها بوق أسدي على الفضائيات.
لكن السيادة الوطنية هي قولاً وفعلاً تعني التخلص ممن تسبب بد.مار البلاد والعباد، ورهن مقدرات الاقتصاد للأجنبي ليبقى جلاداً على رقاب السوريين.
كما تعني السيادة الوطنية محـ.ـاسبة من باع ميناء طرطوس واللاذقية وقاعدة حميميم للروسي.
وتعني من باع أحياء دمشق وأوابدها الأثرية وأسواقها للإيراني، وتعني من باع القلمون الغربي لميليـ.ـشيا “حزب الله”.
كذلك تعني محـ.ـاسبة من باع معامل وزارة الدفاع السورية ومراكز البحث العلمي السورية للحرس الثوري الإيراني.
ومحـ.،اسبة من عقد اتفاقيات الذل والعار وباع الفوسفات السوري والبوابات الحدودية لعصابـ.ـات إيرانية.
وأضاف “رحال” أن السيادة الوطنية تعني محـ.ـاسبة من شيّع سوريا، وجعلها المحافظة 35 لإيران.
كما تعني استعادة القرار السياسي والعسكـ.ـري للشعب السوري الذي أصبح بيد إيران وروسيا وميليـ.ـشيا “حزب الله” وكل مرتـ.ـزقة العالم.
وختم “رحال” مقاله بالتاكيد على أن السيادة الوطنية الحقيقية تعني أمراً واحداً، وهو “التخلـ.ـص من بشار الأسد ونظامه الفـ.ـاسد، وطـ.ـرد كل الأجانب عن سوريا والتفرغ لإعادة إعمار البلد بأيدي أبنائه المخلصين”.