كشفت صحيفة سعودية عن عرض عربي جديد قُدم لـ”بشار الأسد” خلال الأيام القليلة الماضية يطالبه اتخاذ خطوات من شأنها تحسين صورته وتسويقه دولياً وإقليمياً.
صحيفة “عكاظ” السعودية، أشارت في تقرير لها أن العرض الجديد للأسد حمله وزير الخارجية العماني “بدر بن حمد البوسعيدي” خلال زيارته لدمشق قبل أيام.
موضحة أن الرسالة التي حملها “البوسعيدي” تطلب من الأسد أن يبدي حسن النية تجاه المخـ.ـاوف العربية من التمدد الإيراني.
وأشارت أن هذه الرسالة هي حبل خليجي جديد لـ”بشار الأسد” للتخلص من التوغـ.ـل الإيراني في مؤسسات النظام.
وأوضحت أن النظام لم يسلم الوزير العماني الرد على المطالب الخليجية في حين تحفظ “ماهر الأسد” على تلك المطالب.
الصحيفة لفتت في تقريرها، أن توقيت زيارة “البوسعيدي” يأتي في ظروف مختلفة في العلاقة العربية مع نظام الأسد.
مبينة أن الزيارة تأتي بعد تصريحين في غاية الأهمية، للأمين العام للجامعة العربية ومستشار الأمن القومي الأمريكي.
إقرأ أيضاً: قطر توجه صفـ.عة لنظام الأسد وتقطع عليه طريق التطبيع مع الدول العربية بعد التغيرات الأخيرة
حيث ذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “بيرت ماكغورك”، أن بلاده لا تشجع الدول على التطبيع مع النظام.
أما أمين عام الجامعة العربية “أحمد أبو الغيط” فقد حسـ.ـم عودة النظام إلى الجامعة، قائلاً إن عودة النظام لم يطرح على الإطلاق.
موضحاً، أن نقاش الأزمـ.ـة السورية يأتي في إطار بحث المشـ.ـاكل الأخرى سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا.
ومن هذه التصريحات، رجحت الصحيفة أن الوزير العماني حمل رسالة خليجية للأسد ونظامه.
وتطلب الرسالة من النظام أن يبدي حسن النية تجاه المخـ.ـاوف العربية حول التمدد الإيراني، مقابل انفتاح ودعم اقتصادي للنظام المتهـ.ـالك.
يترافق مع ذلك، بحسب الصحيفة، تغييرات في السلوك الأمني والسياسي للنظام، على المستوى الداخلي وعلى مستوى المعارضة.
وترى الصحيفة أن هناك توجهاً لتحسين صورة الأسد وتسويقه دولياً وإقليمياً، على أن يكون هو نفسه مستعد لمثل هذه العملية.
موضحة أن كل ماجرى من تحركات عربية تجاه الأسد لا يعدو كونه تشجيعاً له لتحجـ.ـيم النفوذ الإيراني.
وشددت الصحيفة أن الخطر الإيراني بات تهـ.ـديداً للأمن القومي العربي وعلى قرار وسيادة سوريا ذاتها.
ملفات أخرى
كما طُلب من النظام عدة ملفات، وفقاً للصحيفة، منها ضبط تجارة المخـ.ـدرات عبر الأردن التي تمر من مناطق السيطـ.ـرة الإيرانية جنوبي سوريا.
كذلك طُلب من النظام عدم استهـ.ـداف دول الخليج، واتخاذ موقف من الهـ.ـجمات الحوثية.
وأكدت الصحيفة أن كل هذه المسارات مربوطة برأس واحد وهو العلاقة مع إيران التي ترتبط بها كل خيوط الشـ.ـر.
ووصفت الصحيفة، زيارة وزير الخارجية العماني أنها حبل خليجي جديد للأسد يساعده في التخـ.ـلص من التبعية الإيرانية.
لافتة أن مجموعة القصر الجمهوري لم تسلم وزير الخارجية العماني الرد على المطالب الخليجية.
ونوهت أن هناك ثمة رأي في النظام يرى أنه من المفضل اتباع سياسة “الخطوة خطوة” حتى في العلاقات العربية.
في حين يتحفظ “ماهر الأسد” على تلك المطالب ويؤكد أن الاستمرار مع إيران هو أفضل الخيارات، وفقاً للصحيفة.
وتوقعت الصحيفة أنه في الفترة القادمة سيكون موقف النظام أكثر وضوحاً لجهة التحول التدريجي إلى ترميم وبناء العلاقات مع الدول العربية.
في الوقت ذاته، سيتم مراقبة التحركات الإيرانية في سوريا لقياس مخـ.ـاوف طهران وتفاعل الأسد مع الانفتاح العربي.
وترى الصحيفة أنه لم يعد أمام الأسد خيارات كثيرة كما كان متاحاً أمام النظام في عدة مراحل.
واعتبرت أن لعبة التوازن التي كان يتبعها “حافظ الأسد” مع إيران لم تعد ممكنة في هذه البيئة الإقليمية المنقـ.ـسمة والحـ.ـاسمة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أنه لم يعد أمام الأسد ونظامه سوى الإجابة بـ”نعم” أو “لا” ولا ثالث لهما.