تخطى إلى المحتوى

مجلة أمريكية تتحدث عن صفقة بين الولايات المتحدة وروسيا تتعلق بالملف السوري ومستقبل بشار الأسد ونظامه

كشفت مجلة “فورين بوليسي” عن التفاصيل الحقيقة وراء الصفقة “الأمريكية – الروسية” التي تخفف الضغط عن “بشار الأسد ونظامه.

وأشارت المجلة في مقال، إلى أن واشنطن توصلت بهدوء إلى صفقة مع موسكو لتخفيف الضغط السياسي عن الأسد في الأمم المتحدة.

وأوضحت أن المقترح الأمريكي- الروسي واجه اعتـ.ـراضات في المجلس، مشيرة إلى أن الرفض الأولي للخطة ليس متعلقاً بمحتوياتها ولكن بطريقة تقديمها على أنها صفقة جاهزة.

مبينة أن الدول الـ 15، الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لو وافقوا على الصفقة فلن تعقد الأمم المتحدة الكثير من الجلسات لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا.

كما لن يعقد جلسات منفصلة عن الأسـ.ـلحة الكيمـ.ـاوية ولا عملية الانتقال السياسي التي لم تحقق الكثير من التقدم خلال السنوات الماضية، بحسب مقال المجلة

ويشير المقال إلى أن المقترح لا يزال محلاً للنقاش في المجلس، إلا أنه يعكس حالة التعب من جلسات لا نهاية لها والتي يضطر فيها الدبلوماسيون لإعادة نفس الأمور التي تتفـ.ـاقم بسبب شـ.ـجار الدول الكبرى وتنتهي بدون أي نتائج ملموسة.

وبشكل آخر يمثل هذا المقترح التنازلات الأخيرة التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى روسيا التي ستتولى رئاسة المجلس هذا الشهر.

إقرأ أيضاً: صحيفة سعودية تكشف عن رسالة خليجية حاسمة وصلت لـ”بشار الأسد” تضعه بين خيارين لا ثالث لهما و”ماهر الأسد” يتحفظ عن الرد

حيث تنبع هذه التنازلات من أهداف السياسة الخارجية الأمريكية الرئيسية ومنها تجنب الصـ.ـدام مع روسيا والتأكد من بقاء الممر الإنساني الذي ينقل المواد الإنسانية من تركيا إلى الشمال السوري والذي تريد روسيا إغلاقه.

إلا أن المتخصصين في الشأن السوري انتقدوا الصفقة، وقالوا إن قرار التوصل إليها يشير إلى أن الجهود من أجل حل الأزمـ.ـة وبناء نظام سياسي شامل، فقدت زخمها وتعكس استعداداً للتعايش مع نظام استمر في خرقه لمواثيق مجلس الأمن.

وقالت “جمانة قدور” من المجلس الأطلنطي “بصراحة هذا ما تريده روسيا، وإيران والنظام”، موضحة أنهم “يريدون تخفيف الضغط عن أي دليل كشف عنه بشكل علني حول ما يفعله النظام لأبنائه وإخراجهم من المقعد الساخن”.

وبموجب الاتفاق سيقوم مجلس الأمن بتخفيض عدد اللقاءات بشأن الأسـ.ـلحة الكيمـ.ـاوية من شهرية إلى ربعية، هذا رغم محاولات منظمة الحـ.ـد من انتشار الأسـ.ـلحة الكيمـ.ـاوية، الحصول على إذن من النظام لزيارة المواقع.

المجلة نقلت عن مدير برنامج الخريجين للدفاع البيولـ.ـوجي بجامعة جورج ميسون “غريغوري كوبلينتز”، قوله، “هذا ليس هو الوقت لتخفيف جهود محـ.ـاسبة النظام على استخدامه السابق للسـ.ـلاح الكيمـ.ـاوي.

ويرى “كوبلينتز” أن على مجلس الأمن مسؤولية تنفيذ معاهدة الحـ.ـد من انتشار السـ.ـلاح الكيمـ.ـاوي باعتباره المؤسسة الموكل إليها الحفاظ على السلام والأمن العالميين ومعالجة الانتهـ.ـاكات الكيمـ.ـاوية.

وأشارت المجلة أن التنازلات الأمريكية تبقى أقل من توقعات روسيا بإعادة النظام إلى الحظيرة الدولية وفتح المجال أمام تدفق أموال الإعمار.

خبراء تحدثت لهم المجلة، يرون أن مداولات مجلس الأمن تعكس حقيقة أن الولايات المتحدة وبقية العالم تتحرك نحو أزمات جديدة.

وأوضحوا أن في المنطقة نفسها بدأ النظام بإعادة فتح العلاقات التجارية مع دول مثل الأردن والبحرين والإمارات.

وتقول “ديما موسى”، عضو اللجنة الدستورية السورية “يبدو أن سوريا أصبحت في أدنى قائمة واشنطن المهمة، حيث تركز الولايات المتحدة على المفاوضات مع إيران والموضوع الأوكراني”.

مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تقول إن السياسة حول سوريا هي “قيد المراجعة”، ولم تعين بعد مسؤولاً مهماً لتولي ملف سوريا.

وقالت خلال حديثها للمجلة، إن ميل مجلس الأمن الدولي لتخفيض عدد اللقاءات المتعلقة بسوريا يعكس الواقع والمـ.ـأزق الذي وصل إليه على المستوى الدولي والذي أسهم في توقف العملية السياسية السورية بكاملها.

ومع ذلك ، تؤكد “ديما موسى” أن تخفيض اللقاءات “ليس جيداً ويعني وضع سوريا على الرف بشكل سيطيل من معـ.ـاناة السوريين”.