تخطى إلى المحتوى

مستشار الرئيس التركي “ياسين أقطاي” ينتصر للاجئين السوريين في تركيا ويدافع عنهم مبيناً إنجازاتهم الكبيرة في البلاد

أكد “ياسين أقطاي” مستشار الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على أنه لا يمكن اعتبار اللاجئين سبباً مباشراً أو غير مباشر لأي مشكـ.ـلة اقتصادية في تركيا.

ولفت “أقطاي” في مقال، نشره موقع “قناة الجزيرة مباشر”، إلى أنه يكفي النظر إلى الأماكن التي يكون فيها الاقتصاد والصناعة والتوظيف أفضل نسبياً للتأكد من ذلك.

مشدداً على أن الأزمـ.ـات الاقتصادية تعد مناخاً مناسباً لمن يسعون لصنع بطولة رخيصة على حساب المستضعفين، ذلك عبر اللجوء إلى عنصـ.ـرية بغيـ.ـضة لم تتوافق يوماً مع روح الشعب التركي.

وأشار “أقطاي” إلى أن الساعين لصنع بطولة رخيصة، يحـ.ـرضون على اللاجئين ويحملونهم المسؤولية الكبرى عن المشـ.ـاكل الاقتصادية وارتفاع البطالة.

وتطرق “أقطاي” إلى مدينة غاري عنتاب، معتبراً أنها تشكل نموذجاً مميزاً ومثيراً للاهتمام على صعيد الصناعة والإنتاج والتصدير في تركيا.

إقرأ أيضاً: الكشف عن تفاصيل اجتماع وزير الداخلية التركي مع شخصيات سورية والقرارات التي يرجع اتخذاها قريباً لخدمة السوريين في البلاد

مبيناً أنه يوجد في غازي عنتاب نحو 470 ألف سوري، لكنهم لا يؤثرون بأي طريقة سلـ.ـبية على قطاع التشغيل أو معدل البطالة داخل المدينة.

رغم ذلك، يوضح “أقطاي” وصل حجم الصادرات في المدينة إلى 10 مليارات دولار عام 2021، ويزداد حجم الصادرات فيها يوماً بعد يوم.

معتقداً أن غازي عنتاب بما تتمتع به من انتاج صناعي وسكان نشطين محبين للعمل والانتاج وقدرة على معالجة مشاكـ.ـلها يمكن أن تكون ملهماً.

نجاح في استيعاب الهجرات

ويشير “أقطاي” أن غازي عنتاب نجحت في استيعاب الهجرات التي قدمت إلى المدينة من سوريا بسبب الحـ.ـرب.

لافتاً إلى أن المدينة نجحت في دمج السوريين في المجتمع، ونظرت إلى المهاجرين على أنهم فرصة ثمينة على صعيد تطوير الإمكانات الصناعية.

ونوه أن جمعية رجال الأعمال “أصياد” (ASİAD) التي أسسها رجال أعمال سوريون، تضم الآن 125 عضواً، نجحوا في رفع حجم صادراتهم إلى 500 مليون دولار خلال 2021.

وبفضل ذلك، يشير الصناعيون في غازي عنتاب إلى أن سوق الأحذية في المدينة يتجه ليكون الرقم الأول عالمياً، وفقاً لـ”أقطاي”.

وأوضح “أقطاي” أن قطاع الأحذية في غازي عنتاب، وبفضل مساهمات رجال الأعمال والعمال السوريين، استطاع التقدم خطوة جادة نحو الأمام على نطاق عالمي.

مؤكداً أن السوريون في غازي عنتاب أصبحوا جزءاً من رأس المال البشري في تركيا طيلة إقامتهم في المدينة ومشاركتهم في عمليات الإنتاج التجاري والصناعي.

مناطق العمليات التركية شمال سوريا

وأشار إلى أن المناطق الآمنة التي شكلتها العمليات العسكـ.ـرية الثلاث التي خاضتها تركيا في الداخل السوري، لتأمين رقعة يمكن أن يعود إليها من يشاء من السوريين.

لافتاً أن هذه المناطق أصبحت محل اهتمام لما يمكن أن تشكله من بيئة واسعة، وتوقع أن تحظى هذه المناطق بتمويل خليجي.

ومن المخطط ، وفقاً لـ”أقطاي” أن تشهد هذه المناطق إنشاء مدن حية للعيش والإنتاج بشكل يتجاوز مجرد إنشاء تجمع آمن من المخيمات.

معتبراً أنه يمكن لذلك أن يشكل الخيار الأكثر معقولية للسوريين الراغبين في العودة والعيش في ظروف إنسانية.

كما تطرق “أقطاي” إلى استطلاع رأي محلي، جاء فيه أن 39% من رواد الأعمال السوريين يخططون لبدء عمل تجاري آخر في تركيا.

كذلك قال 76% منهم إنهم إذا عادوا إلى سوريا عقب انتهاء الحـ.ـرب، فسيحافظون على أعمالهم التي افتتحوها في تركيا.

مطالبة السوريين بالعودة بعد عفو الأسد

في هذا الإطار، ذكر “أقطاي” أن أحد رجال الأعمال السوريين الذين التقاهم عبر عن دهشته حيال حيال تصريحات المعارضة التركية.

وقال رجل الأعمال السوري، إنه يشعر بالدهشة حيال تصريحات المعارضة بأن نظام الأسد أصدر قرار عفو شامل، وأن السوريين أصبح بإمكانهم العودة إلى بلادهم بموجب هذا العفو.

متسائلاً، “هل يمكن حقاً أن يتحدث عن العفو شخص مثل بشار الأسد الذي استخدم السـ.ـلاح الكيميـ.ـائي ضـ.ـد شعبه، ولا يزال يواصل قتـ.ـلهم في كل فرصة تسنح له؟”.

و”هل المجـ.ـازر وأنواع القتـ.ـل التي تعرض لها السوريين تعتبر جريـ.ـمة اقترفوها هم يجدر بالأسد العفو عنها؟”.

وأكد رجل الأعمال أن “هناك عشرات الآلاف من الأبرياء لا يزالون يقبعون في سجـ.ـون الأسد تحت التعذيـ.ـب”.

مشدداً على أنه “لا يمكن الوثوق بالأسد على الإطلاق، وإذا كان يتمتع وعده بالعفو بذرة واحدة من المصداقية ألا يجدر به إذن أن يطلق سراح هؤلاء المعتقـ.ـلين أولًا؟”.

وختم “أقطاي” مقاله بالقول أن الجميع يتحدث عن السوريين دون أن يجربوا مرة أن يتحدثوا إليهم، وهذه الظاهرة وحدها تعتبر مشكـ.ـلة إنسانية في الدرجة الأولى.