خرجت صحيفة التايمز البريطانية بمقال تحدثت فيه عن غضب ينتاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المخابرات الروسية المعروفة باسم “FSB”.
وبينت الصحيفة خلال مقالها إلى أن الاستخبارات السوفيتية “KGB” كانت في السابق من أكثر الاستخبارات قوة ومصدراً للرعب بين الدول الأخرى.
إلا أن عملها تراجع كثيراً عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ونشوء وكالة الاستخبارات الروسية التي لم تتمكن من العمل بذات الكفاءة.
وأوضحت الصحيفة بعد ذلك سبب الغضب الذي ينتاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أداء عمل مخابرات بلاده وخاصة في الحـ.رب الأوكرانية الأخيرة.
بوتين غاضب من أداء الاستخبارات الروسية
أشارت صحيفة التايمز الامريكية في مقال للكاتب “توب بول” إلى ان اللوم على الغـ.ـزو المتعثر لأوكرانيا يقع على عاتق الاستخبارات الروسية.
وأضاف الكاتب إلى أن بوتين يشعر بالغضب من كمية المعلومات غير الدقيقة التي وصلته من استخبارات بلاده حول حقيقة الوضع في أوكرانيا.
وبحسب أندريه سوداتوف وهو رئيس تحرير موقع أجنتورا الاستقصائي المتخصص بتتبع أجهزة الاستخبارات الروسية فإن الأخير غير مؤهل لهذه المهمة.
وأضاف سوداتوف بأن التقارير التي قدمتها الاستخبارات الروسية عن الحالة الميدانية في أوكرانيا افتقرت للدقة مما سبب أداءً سيئاً للقـ.وات الروسية هناك.
توسعت صلاحيات الاستخبارات الروسية
يقول الكاتب في مقاله بأن عمل الاستخبارات الروسية كان مقتصراً على الشؤون الداخلية من مكافحة الإرهـ.اب إلى أمن الحدود وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة امتد عمل الاستخبارات الروسية ليشمل عملها مراقبة دول الاتحاد السوفييتي السابقة.
وبحسب سولداتوف فقد فشلت الاستخبارات الروسية خلال السنوات القليلة الماضية في إثارة الاضطرابات بين الجماعات اليمينية المتطرفة غرب أوكرانيا.
ورغم ذلك يقول سولداتوف بانه ليس من الضروري أن تكون المعلومات التي جمعوها غير دقيقة، بل يوجد احتمال تنقيح المعلومات قبل تقديمها لبوتين خوفاً من غضبه.
عناصر غير مؤهلين
ظهر تقرير نهاية الأسبوع الماضي من أحد ضباط جهاز الامن الفيدرالي الروسي وقد اشتكى فيه الكاتب من الضغط الملقى عليهم.
حيث قال الضابط في كتابه إنهم يتعرضون لضغط العمل فوق طاقتهم وإجراء تدريبات شكلية لا تتم إلا لأغراض بيروقراطية لا فائدة منها.
وأضاف سولداتوف بأن من يعمل في الاستخبارات الروسية ليس من أبناء الطبقة المثقفة العليا كحال بعض الدول الأخرى ومنها بريطانيا.
بل هم في الغالب أناس ضيقوا الأفق تركوا المدارس بسن مبكرة للالتحاق بأكاديمية “إف إس بي”.
وتابع سولداتوف بأن غالبية العناصر انضموا لأن والدهم أو جدهم كان ضابط استخبارات ويهدفون لتقاضي راتب جيدة وشقة خاصة.
أساليبهم قديمة في التجسس
ضرب الكاتب مثلاً لمقتل الجنرال الروسي فيتالي جيراسيموف حيث نجحت أجهزة الامن الفيدرالية بتعقب مكالمة هاتفية بينأجراها أحد الضباط ضباط الامن الفيدرالي 41 المحاصر لمدينة خاركيف.
وقد تحدث الضابط مع زميل آخر عن وفاة الجنرال ويكمن الإخفاق في استخدام الضابط بطاقة هاتف عادية بدلاً من الاتصال عبر وسيلة أخرى آمنة.
منظمة قديمة نقل ذات التقرير عن فيليب إنغرام الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية قوله عن منظمة الاستخبارات الروسية بانها قديمة.
وقال إنغرام “ما زالت إف إس بي منظمة قديمة نسبياً تحاول ممارسة التجسس بطريقة قديمة وهم الآن في موقف لا يحسدون عليه لأن الرئيس بوتين غاضب للغاية من أدائهم”.
وأضاف إنغرام إلى قيام المخابرات الروسية بتعيين ضباط تابعين لهم في كل وحدة عسكرية بمنصب مفوض سياسي.
ومن مهام المفوض التيقن من عدم وجود أي معارضة للنظام العام في روسيا حيث يتخوف القادة العسكريون من أية مخالفة للأوامر.