تخطى إلى المحتوى

تقرير يوضح تأثير الحــ.رب الاوكرانية على نظام الأسد وانعكاسها على جعله الحليف المهزوم على كافة الأصعدة

في الحسابات الدولية، من غير المرجح أن يكون بشار الأسد ونظامه بين الرابحين عندما تضع الحــ.رب الروسية في أوكرانيا أوزارها، خاصة إذا واصلت روسيا أداءها السيئ فيها، وخرجت منها بعد حين، منـ.هكة عسكريا ومأزومة اقتصاديا ومعزولة سياسيا.

وبطبيعة الحال، فإن تراجع مكانة الحليف الأبرز، سوف ينعكس سلبا على مكانة نظام الأسد نفسه، خاصة أن روسيا ستكون مشغولة بتضميد جــ.راحها، وأقل بسالة في الدفاع عن الأسد إذا ما جرى استهداف نظامه سياسيا أو حقوقيا في الساحة الدولية.

و حتى عسكريا في الجبهات الحالية، وفي الوقت نفسه، فإن هذا النظام لا يشكل رصيدا عاليا يمكن المقايضة عليه مع الغرب الذي ما زال يتعامل بقدر عال من عدم الاكتراث مع الوضع في سوريا، إلا كأزمة إنسانية وميدان هامشي لمناكفة روسيا.

كما أن خروج روسيا من أوكرانيا دون تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها، سوف يكسر شوكتها عالميا، ويغري الغرب بالتمادي في معاقبتها في ساحات أخرى، وفي مقدمتها سوريا، بعد أن تكون القوات الروسية الموجودة فيها قد أصبحت مجرد امتداد للقوات المهزومة في أوروبا.

وبالنظر إلى العواقب الوخيمة جدا على مكانة بلاده أوروبيا وعالميا، فمن الصعب تخيل أن يخرج بوتين من أوكرانيا دون أن يحقق معظم أو بعض أهدافه المعلنة، مهما تكبدت بلاده من خسائر، والتي من المتوقع أن تكون هائلة، على الصعد كافة.

والبديل البديهي للدعم الروسي الذي سيكون عزيزا في الفترة المقبلة، هو إيران التي تقبع هي الأخرى تحت وطأة عقوبات الغرب.

ومستقبل علاقتها مع نظام الأسد، وعموم المنطقة، قد يتم تحديده في ثنايا الاتفاق النووي الجاري العمل عليه مع الإدارة الأميركية

ومن نافل القول، إن حــ.رب أوكرانيا جعلت خطط النظام وأحلامه بالعودة إلى الجامعة العربية وتحقيق مزيد من الانفتاح العربي عليه، من الماضي.

ما يعني تبخر حدوث انفراجة اقتصادية من البوابة العربية، بعد أن عادت إدارة بايدن للتكشير عن أنيابها عقب الحرب الأوكرانية، في وجه محاولات التطبيع مع نظام الأسد

والخلاصة، أن روسيا جعلت من سوريا وأوكرانيا ساحة لصــ.راعها مع الغرب في إطار سعيها لإعادة تأكيد نفسها كقوة عظمى عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.

مستفيدة في الحالة السورية من التخاذل الغربي الذي مكنها من تثبيت نظام الأسد، والتمكين تاليا لروسيا وإيران في سوريا، بينما يظهر الغرب اليوم تصميما كبيرا على إحباط المشاريع الروسية في أوروبا، ويعد العدة لمواجهة طويلة معها تتضمن عزل روسيا استراتيجيا، والاستغناء عن أي تبادلات معها، بما فيها النفط والغاز.

تلفزيون سوريا