بعد عشرات السنين من تحالف الشتاء والطين التقليدي مع روسيا في حـ.روبها السابقة، إلى أنّ هذه المرة يبدو وكأنهما يوجهان ضـ.ـربةً قاسـ.ـية تعيق تقدّم القوات الروسيّة في الأراضي الأوكرانية.
وخلال عدَّة قرون كان “الجنرال الشتاء” كما لقبه الروس أحد أهم العوامل والحلفاء الذي ساند روسيا في حـ.ـروبها ضدّ الأوروبيين، لكن قد يخزلهم هذه المرة في أوكرانيا.
ودائماً ما كان الطقس يساعد في عملية نقل الجنود والعربات في الأراضي المتجمدة، إلى أنه يجعل من الجنود الروس عرضةً لمواجهة المـ.وت تجمداً.
وإذا دخلت استمرّت الحـ.رب الروسية الأوكرانيَة فهذا يعني أن الروس سيكونون في بداية الربيع لمواجهة حليف آخر وهو “الجنرال الطيّن” أيضاً، الذي لا يقل شأناً وخطـ.ـورة عن “الجنرال الشتاء”، والذي بدوره يعرقل حركة القوات والمعدات الروسية.
وظهرت أسماء الجنرالات، في رسم كاريكاتيري ساخر في عام 1812، احتفالاً بفشل الحملة التي قادها نابليون، حيث كتب البريطانيون ” الجنرال فروست يحلق بوني الصغير”، ومنذ ذلك الوقت انتشر هذا الاسم لوصف الشتاء الروسي القاسي الذي يساند روسيا.
لكن الشتاء كان أظهر نفسه حليفاً للروس قبل قرن من نيله لقب “الجنرال”، ففي عام 1708، وخلال حـ.رب الشمال الكبرى بين السويد وروسيا.
وأمضى جيش الشتاء في أوكرانيا، حيث ضـ.ـربه أبرد شتاء شهدته أوروبا منذ 500 عام، لكن بالتأكيد لم يواجهوا مثل ذلك البرد.
وفي عام 1708، أظهر الشتاء نفسه حليفاً قبل أن يُلقّب بـ “الجنرال”، وذلك أثناء حـ.رب الشمال الكبرى بين السويد وروسيا.
حيث ضـ.ـرب جيش تشارلز الثاني عشر أبرد شتاء عرفته أوروبا منذ 500 عام، ما أسفر عن انتصار الروس في حـ.ربهم ضدّ الاسكندنافيين المعتادين على البرد.
ومع كلَّ القوة التي استخدمتها روسيا منذ حوالي عشرين يوم، في حـ.ربها على أوكرانيا إلى أن الأوكرانيين صمدوا بشكلٍ أفضل.
بالمقابل كان تقدّم الجيش الروسي بطيئاً إلى حدٍ ما، والآن باتت القوات الروسية بصدد دخول حـ.ـرب استنزاف طويلة في مواجهة الأوكرانيين المدعومين من الغرب.
بالإضافة إلى حليفَي روسيا التقليديين: “الجنرال الشتاء”، وزميله “الجنرال الطين” الذي يستعدّ لدخول المعركة قريباً.
وتوفر الأرض المتجمدة سهولةً في عملية نقل الجنود وحركة العربات، لكن قد تعيق الثلوج الحركة مرّة أخرى، لهذا فإن إطالة العملية العسكرية إلى بداية الربيع قد تُدخِل القوات الروسية في صـ.ـراع مع الطين الأوكراني.
