مدونة هادي العبد الله – التحرير والرصد
لم يكن حظ اللاجئ السوري علي الفرج المقيم في اليونان جيداً حين قرر الذهاب إلى الشاطئ لاصطياد السمك.
حيث وجد الفرج نفسه فجأة ودون سابق إنذار فوق أحد القوارب التي تحوي لاجئين وهو مرحل نحو تركيا.
ورغم نداءات الاستغاثة التي أطلقها تجاه خفر السواحل اليونانية عن حصوله على الإقامة إلا أنها لم تلقى آذاناً صاغية.
ذهب لاصطياد السمك فوجد نفسه في تركيا
توجه اللاجئ السوري المقيم في اليونان علي الفجر نحو أحد الشواطئ في جزيرة ساموس بهدف اصطياد السمك.
وتزامن وصول الفرج إلى الشاطئ مع وصول قارب مطاطي يحوي عدد من اللاجئين القادمين من تركيا يحوي عدة جنسيات.
ومن سوء حظ الفرج وصول عناصر الشرطة اليونانية إلى المنطقة تزامناً مع وصوله للمنطقة ووصول قارب اللاجئين.
وهنا قبضت الشرطة اليونانية على اللاجئين ومنهم الفرج وقامت بوضعهم على متن القارب ومن ثم ترحيلهم نحو المياه الدولية.
رفضت الشرطة اليونانية استغاثة الفرج
حاول علي الفرج أن يشرح الموقف للشرطة اليونانية حول إقامته في اليونان منذ أكثر من عام دون أي جدوى.
وقال الفرج موضحاً “حاولت أن أشرح لهم أنني هنا منذ وقت طويل أي منذ اكثر من عام ومعي إثباتات بذلك”.
وأضاف الفرج بالقول “لكن لم تسمح لي عناصر الشرطة اليونانية بالكلام على الإطلاق”.
وجد نفسه في تركيا
بقي القارب المطاطي الذي يحوي اللاجئين في المياه الدولية فترة من الزمن حتى قامت عناصر خفر السواحل التركي بإنقاذهم.
وتم بعدها ترحيل الفرج رفقة من معه من اللاجئين نحو احد المخيمات الواقعة في ولاية كلس جنوب تركيا.
وقد طالب الفرج من الجهات المعنية النظر في وضعه وإعادته إلى اليونان للالتحاق بأخيه القاصر الذي بقي هناك وحيداً.
وأكد الفرج أنه يمتلك كافة الأوراق الثبوتية التي تؤكد إقامته في اليونان منذ أكثر من عام ومنها الأوراق اليونانية التي تخص طلب اللجوء.
ولا زال الفرج لغاية اليوم مقيماً في مخيمات كلس جنوب تركيا بينما يقبع شقيقه القاصر وحيداً في اليونان وهي يعاني من حالة نفسية سيئة للغاية.
أزمة اللاجئين بين تركيا واليونان
نشبت خلال السنوات القليلة الماضية عدة أزمات بين تركيا من جهة وبين اليونان ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
حيث حاول آلاف اللاجئين دخول الأراضي اليونانية قادمين من تركيا وسط اتهامات متبادلة بين حكومة البلدين.
حيث تتهم تركيا اليونان بالتعامل الوحشي مع اللاجئين لمنعهم من العبور ومنها استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
كما تعرض العديد من اللاجئين لحالات برد قاسية ومنهم من فقد حياته وتم دفنه على الحدود دون تمكنه من الدخول.
بينما تقول اليونان أن تركيا تعمدت السماح للاجئين بعبور أراضيها وسهلت مرورهم نحو الحدود اليونانية.