يعاني المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد من ظروفٍ ماديةٍ ونفسية قاسية، نتيجة غلاء أسعار المواد الغذائيّة بشكل فظيع، إضافةً لحرمان الشعب من أدنى مقومات الحياة كالكهرباء والغاز وعدّة أمور أخرى أصبح المواطن السوري يجد صعوبةً كبيرةً في الحصول عليها.
وكثيراً ما تسفر هذه الضغوطات عن حالات انتــ.حارٍ أو جنون، أو تدفع البعض من السفر خارج سوريا لإيجاد بيئةٍ أفضل في ظل عدم قدرة نظام الأسد على إيجاد الحلول التي من شأنها أن تخفف عن المواطنين.
وشهدت مدينة اللاذقيّة يوم أمس الأربعاء، انتــ.حار الكاهن جورج رفيق حوش بحسب بيانٍ أبرشيّة اللاذقية.
وجاء في نص البيان، أنّ الخوري جورج أقدم على الانتــ.حار بنفسه حيث أطلق النار على صدره وسط كاتدرائية “القديس جاورجيوس”، وذلك لوجود ضغوطاتٍ ماديّة ونفسية على الخوري، بحسب البيان.
تفاصيل عملية الانتحـ.ـار
وفق ما أوردت عدّة مصادر إعلامٍ موالية لنظام الأسد، فإنّ الخوري أقدم على الانتــ.حار خلال قيامه بالتحضير للصلاة، وأنّ من أهم الأسباب التي دفعت الخوري للانتــ.حار هي قيام المطران المتروبوليت أثناسيوس فهد بتقليص صلاحيات الخوري حوش.
وبعد ذلك قامت قوّات الأمن التابعة لنظام الأسد بإحكام قبضتها على محيط الكنيسة التي شهدت عملية الانتــ.حار، حيث أن عناصر الأمن وجدوا “المسدس” ملقىً على الأرض إضافةً لقصاصة ورق مكتوب عليها بخط الخوري تؤكد أنه تعرض لضغوطاتٍ كبيرة.
وبحسب الطبّ الشرعي فإن سبب وفاة الخوري حوش هي طلق ناري نافذ بالصدر باتجاه الظهر، من “مسدس” عيار 7،5مم.
يذكر أن الخوري حوش البالغ من العمر 66 عاماً، كان في قرية حلوز الواقعة غربي إدلب، وبعد انطلاق الثورة السورية انتقل إلى مدينة اللاذقيّة، ويعرف أنه من بين أبرز الشخصيات التي تعمل في لجان المصالحات التابعة لنظام الأسد.
حالات انتــ.حار عديدة تشهدها مناطق النظام
وفق ما نقلت شبكة شام إف إم الموالية لنظام الأسد، فإن مدينة دمشق شهدت في شهر شباط الماضي ما يزيد عن 5 حالات انتحار جميعها تحت عمر الـ60 عاماً، حيث أشارت إلى أن غالبية الحالات هي من فئة الشباب.
كما أكد زاهر حجو مدير الهيئة العامّة للطب الشرعي عن وجود 13 حالة انتحار في شهر كانون الثاني منها عشرة حالات ذكورية وثلاثة إناث.
وتعود هذه الحالات نظراً للظروف التي تمر بها المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، إضافةً لمعاناة غالبية الشباب في تأمين فرص العمل أو عدم قدرتهم على متابعة حياتهم الدراسيّة.