تخطى إلى المحتوى

تسعة أخطاء فادحة .. خبراء عسكريون يسلّطون الضوء على ممارسات روسيا التي أدت إلى فشلها بالحـ.رب على أوكرانيا

بعد مرور ما يقارب الخمسين يوماً على الحـ.رب الروسية على أوكرانيا، دون أن تتمكن روسيا من تحقيق أي هدفٍ لها خلال الحملة، بل وتكبّدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إضافةً لدمارٍ كبيرٍ طال أكبر المدن الأوكرانيّة.

في المقابل، كانت القوّات الأوكرانية على قدر المسؤولية، حيث استطاعت أن تحدّ من تقدم الروس باتجاه عدة مدن أبرزها العاصمة كييف، ووفق خبراء ومحللين، فإن الغالبية العظمى حول العالم كانوا يتوقعون أن تسقط أوكرانيا بعد أيام بيد الروس، لكنهم تفاجئوا من القدرات القتالية لدى الأوكرانيين.

ووفق ما نشرت صحيفة التايمز البريطانيّة، أن روسيا ارتكبت أخطاءً كثيرةً حالت بينها وبين تحقيق أهدافها خلال الحـ.رب على أوكرانيا، وقد سلط مجموعة من الخبراء العسكريين الضوء على أبرز الأخطاء التي ارتكبتها القيادة الروسية، وكان من أبرزها.

استخفاف روسيا بالقدرات الأوكرانية

قبل انطلاق الحـ.رب كان الروس يظنون أنهم قادرين على السيطرة على أوكرانيا خلال فترةٍ قصيرةٍ وذلك لعدم وجود تكافؤ بين قوتهم وقوة أوكرانيا من الناحية العسكرية، لكن بعد أيام من بدء القتال تفاجئت القوّات الروسية بالمقاومة الشرسة من قبل الجيش الأوكراني الذي زاد من قوته انضمام فئة كبيرة من المدنيين إلى صفوفه.

عدم الاستعداد الكافِ للجنود الروس

وفق تقارير عن ضباط أوكرانيين، حققوا مع عددٍ من الجنود الروس الذين تم أسرهم، فقد أخبروهم أن الكثير من العناصر لم يكونوا على علمٍ بالمعركة، إضافةً أنه تم إخبارهم أنهم سيشاركون في مناورةٍ عسكرية.

وحسب ما أوضح جاك واتلينغ الأستاذ في معهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن، أنّ اعترافات الجنود الروس دليل على عدم استعداد الجيش الروسي من الناحية النفسية لغزو أوكرانيا، وما زاد من انهيارهم هو عدد القتلى في صفوفهم في الأيام الأولى من بدء الحـ.رب.

قلة الإمدادات

وفق الخبراء، فإن الجيش الروسي لم يكن مستعداً بشكلٍ كافٍ للقتال لأن الإمدادات التي لديه لا تكفيه لمدة أسبوعين أو أقل، وإن المقاومة الأوكرانية جعلت الإمدادات تنفذ بشكل أسرع مما كانوا يتوقعون.

إضافةً إلى عدم توفر الغذاء الذي يحتاجه الجنود الروس، لأن المقاومة كانت تركز بشكل كبيرٍ على طرق الإمدادات وتوقف باستهدافها، ما جعل الروس يقعون في ورطةٍ كبيرة.

ضعف الخدمات اللوجستيّة

أكد الخبراء، أن أكبر عائق وقف في وجه تقدم القوات الروسية هو التأخير في إصلاح الأعطال التي أصابت الآليات العسكرية، إضافة لافتقار الضباط الروس لأي خططٍ بديلة.

عدم قدرة روسيا على تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكراني

حسب ما كان متوقع، أن يركّز الجيش الروسي في قصفه على منظومة الدفاع الجوي الأوكراني قبل أن يقوموا بإرسال مئات المشاة، لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث دخل مئات الجنود دون أن تجد أي مؤازرةٍ جويّة.


اختلاف الجبهات وتوزّع القوى

لم تركّز روسيا على جبهةٍ واحدةٍ بل نشرت قواتها على عدّة جبهات، ما أسفر عن تشتت الخطط وتوزع القوة العسكرية بشكل غير متكافئ، حيث أن المجموعات الأولى التي دخلت أوكرانيا واجهت مقاومةٍ عنيفة، ما أسفر عن تعطيل باقي المجموعات على باقي الجبهات.

فشل أجهزة الاتصال

ذكر عدّة ضباط أوكرانيين، أنهم استطاعوا أكثر من مرة أن يخترقوا أجهزة الاتصال الروسية، حيث أن الروس بدأوا حربهم باستخدام أجهزة محمولة وأدوات قديمة، وهذا ما ساعد المقاومة الأوكرانية في كشف الخطط الروسية، وبناءً على ذلك قامت بنصب عشرات الكمائن للروس.

ونجحت القوات الأوكرانية في استهداف 7 جنرالات على الأقل في ساحة المعركة، بعد اعتراضهم رسائل حول مواقعهم، وفقًا لما قاله سؤول غربي لصحيفة نيويورك تايمز.

عدم وجود قيادة عسكرية

يقول الخبراء، أن الجيش الروسي معروفٌ بمركزيّته الشديدة، حيث أن العناصر أو المجموعات المتواجدة على الأرض أو أثناء المعركة لا تستطيع أن تتخذ أي قرار، وهذا أسفر عن وجود صعوبة بالغة في تأقلمهم على ظروف الحـ.رب.

عدم وجود خطة بديلة في حال الفشل

ثقة الجيش الروسي الزائدة بنفسه، جعلته متأكداً أن الحـ.رب ستنتهي خلال عدّة أيام نظراً لأن أوكرانيا ليس بمقدروها أن تواجه آلة روسيا العسكرية التي تصنف من بين الأقوى في العالم، لكن ما حدث جعلهم يفشلون فشلاً كبيراً منذ الأيام الأولى، وذلك لعدم توفر خطة عسكرية جديدة يعتمدون عليها.