تخطى إلى المحتوى

تطوّرات ميدانية تشهدها مناطق شمال غربي سوريا وقوّات جديدة تستهدف الجيش التركي بريف حلب

يرى محلّلون أن استهداف معدّات وعربات الجيش التركي من قبل ميليشيا قسد في مناطق شمال غربي سوريا، يحمل العديد من الرسائل لتركيا وللرئيس التركي رجب طيّب أردوغان.

يأتي هذا التصعيد تزامناً مع الحـ.رب الروسية على أوكرانيا، إضافةً إلى أن كل التركيز التركي في الوقت الحالي ينصبّ على تأمين أجواء ملائمة لدخول الانتخابات القادمة دون أن مشاكل.

وتسعى تركيا في الوقت الحالي إلى إيجاد بيئة مواتية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ومحاربة التنظيمات التي تعتبرها تركيا “إرهابية”، وأبرزها ميليشيا قسد.

استهداف قسد للقوّات التركية

قبل ثلاثة أيام، اعترض صاروخ مصدره المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد وميليشيا قسد عربةً عسكرية تركيّة في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ما أدى لمقـ.تل شرطي تابع للقوات الخاصّة في الجيش التركي.

واتّهمت القوات التركية ميليشيا قسد بإطلاق الصاروخ الذي استهدف العربة في إحدى نُقاط التفتيش في مدينة مارع ما أسفر عن اندلاع حريقٍ فيها وعطبها، إضافة لمقـ.تل شرطي دون ورود معلوماتٍ إضافيّة.

ميليشيا قسد تنفي استهداف وجهة جديدة تتبني العمليّة

حسب ما أوضحه مدير المركز الإعلامي “فرهاد شامي” التابع لقسد، إنها لا تمتلك أي معلوماتٍ عن العربة، أو الجهة التي قامت باستهدافها.

في سياقٍ متصل، تبنّت قوات جديدة تُدعى “قوّات تحرير عفرين” عملية الاستهداف، وأشارت إلى أنّها تمكّنت من قتـ.ل 10 عناصر أتراك.

قوّات “تحرير عفرين” الجديدة

تركّز هذه القوات على استهداف الآليات العسكرية التركية في مناطق متفرّقة بريف حلب، وتقوم بعد أن تتأكد من نجاح عملياتها بتوثيقها ونشرها على معرّفاتها الرسمية الخاصة بها.
يُشار أن الغالبية العُظمى من عناصرها ينحدرون من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة قوّات الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.

وأكّد ناشطون أن هذه القوّات تعتبر ذراعاً عسكرياً يتبع لميليشيا قسد، وتستخدمها الميليشيا في عمليّاتها السريّة ما يسمح لها بالتعاون والتخطيط مع قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية المنتشرة في مدينة حلب بعيداً عن الإعلام.

وأضاف الناشطون، أن هناك احتمال كبير بأن يكون نظام الأسد هو المُشرف الأول عن عمليات هذه القوات، وأن ضبّاط النظام هم من يعملون على إدارة وتخطيط عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر قوات تحرير عفرين على مواقع الجيش الوطني والجيش التركي.

حيث أن مواقعها العسكرية قريبة من مواقع نظام الأسد والميليشيات الإيرانيّة، ولا سيما في كليّة المُشاة ومبنى البحوث الزراعية ومطار منغ والمنطقة الحرّة.

تكثيف قصف قسد والجيش الوطني دون حماية حقيقية

مع تركّز قصف ميليشيا قسد على أهداف محدّدة، يفتقر الجيش الوطني المدعوم من تركيا للحماية، سواءً في الأسلحة التي تحدّ من خطورة صواريخ قسد كمضاد للصواريخ، أو السواتر التي تحمي العناصر من آثار القصف.

ووفق مصادر عسكرية، فإنّ المواقع العسكرية التابعة للجيش الوطني أصبحت معروفةً لدى قسد، وأن القادة العسكريين هُناك يعلمون مواقعها بشكل جيد لذلك أصبحت سهلة الاستهداف، ومكشوفة على نيران الميليشيات.

اقرأ أيضاً: ميليشيات قسد تروج لعزم تركيا بدء عملية عسكرية واسعة ضد قواتها ضمن عدة مناطق تحت سيطرة الميليشيات

المدرعة “كيربي” الهدف المُفضل لقسد

وأضافت المصادر العسكرية، إنّ العربة التركية “كيربي”، التي يستخدمها الجيش التركي بكثرة أثناء التنقل، هي الهدف المفضل الذي تعمل على استهدافه ميليشيا قسد.

وحسب ما أوضحت وكالة الأناضول التركية، فإنّ أول طراز ظهر للمدرعة كان يُشبه عربة الإسعاف المُضادة للألغام.

أما الطراز “كيربي 2” تعمل على نقل الجنود الأتراك بين جبهات القتال، وتمتاز بقدرتها الفائقة في تجاوز المواقف الصعبة، إضافةً لأنها تقاوم الألغام والقنابل.

يُذكر أن الجيش التركي تدخل في الشأن السوري بشكل عسكري لأول مرّة منذ عام 2016، أي بعد التدخل الروسي بعام.

ومنذ ذلك التاريخ، أطلقت وزارة الدفاع التركية العديد من العمليات العسكرية في سوريا سواءً ضدّ تنظيم “داعش” أو ضدّ ميليشيا قسد، وأبزرها عملية غضن الزيتون ونبع السلام ودرع الفرات.