استطاع تحقيق صحفي أعدّته باحثة سورية وآخر تركي الكشف عن العديد من الانتهاكات التي قام بها نظام الأسد في العاصمة دمشق في عام 2013، وعن تفاصيل دقيقة حول ممارسات عناصر النظام ضدّ المدنيين.
اعترافات وتفاصيل أوفى حول المجـ.زرة
وبحسب تحقيق الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانيّة ومجلّة نيولاينز، أكدّ أن من بين المدنيين الذين ظهروا في فيديو مجـ.زرة حي التضامن والتي حدثت في عام 2013 على يد قوّات نظام الأسد والذي بلغ عدد الشهداء فيها 41 مدنياً، كان هُناك 7 نساء، إلا أنهن تعرضن لكافة أنواع التـ.حرش والسـ.ب.
ويُضيف التحقيق، أن المجـ.رم الرئيسي يُدعى أمجد يوسف، قام بركل اثنتين من النساء في الحفرة بعد أن أصم أذنيه عن صراخهما، وقام بإعدامهما على الفور.
وجاء في التحقيق الذي أعدّته الباحثة السورية أنصار شحود والباحث التركي أور أوميت أونغر، أن أمجد يوسف كان يُعذّب الناس حتى لأنهم كانوا ينطقون اسم “المُخابرات”، ويطلب منهم ألّا يستخدموا هذا المصطلح، مُدّعياً أن في الأزمات التي يتعرض لها الوطن لا يوجد مخابرات، يوجد فقط جيش، والكل يعمل عمل الجيش.
وأشار التحقيق، أن العنف الجنسي في ذلك الوقت كان منتشراً بشكل كبير، وكانت سياسة متبعة من قبل قوات نظام الأسد.
ومن بين الشهادات التي ذكرها التحقيق كان لامرأة ذهبت إلى الفرع 227 لتسأل عن زوجها، إلا أنّ “أمجد يوسف” هو من قام باستقبالها، وبعد ساعات من التحقيق معها وهي تسمع أصوات التعذيب في الغرف المجاورة، وعدها بأن يُطلق سراحها إذا وافقت أن تُقيم علاقة جنسية معه، حيث أكّد لها أنها في حال رفضت عليها أن تنسى وجه زوجها.
المُجرمان الرئيسيّان من هو أمجد اليوسف
أظهر الفيديو جندياً يلبس قبعة صيد ويبدو عليه ملامح الفرح و”الروقان”، عُرف فيما بعد باسم “أمجد يوسف” والذي يبلغ من العمر 36 عاماً، الذي كانت رتبته في عام 2013، أي أثناء ارتكاب المجزرة “صف ضابط”، ويتبع لمخابرات نظام الأسد، ووفق تقارير إعلامية، فإنّ “أمجد يوسف” قتل عشرات المدنيين في مناطق مختلفة ثأراً لأخيه الذي قتـ.ل على حدّ قوله.
أما الآخر، فهو “نجيب الحلبي” والذي قُتل في وقتٍ سابق، يبلغ من العمر 38 عاماً، وكان يتبع لمليشيا “الدفاع الوطني”، كان يُساعد أمجد على اقتياد الأشخاص وإلقائهم بعد أن يُطلقوا النار عليهم في حفرة موجودة مسبقاً ومليئة بإطارات السيّارات وذلك لإشعالها بالجثث بعد الانتهاء من العملية.
كيف تمّ إيقاع المجرمين وفضح الجـ.ريمة
في وقتٍ سابق طُلب من جندي أن يقوم بإصلاح “لابتوب”، لفرع أمن تابع لنظام الأسد، وأثناء القيام بعمله قام بفتح بعض الملفات الموجودة في اللابتوب، وكان من بين تلك الملفات الملف الذي يحوي مقطع الجـ.ريمة التي نشرتها صحيفة الغارديان.
ولهول ما رأه ذلك الجندي، قام بسرقة الفيديو وإرساله إلى صديق له يُقيم في فرنسا، ثم وصل إلى شخصين آخرين في العاصمة الهولندية أمستردام هما البروفيسور “أوغور أوميت” والباحثة السورية ” أنصار شحود”.
وبعد ذلك بدأ يعملان على الوصول إلى الرجل ذو القبعة الذي يظهر في الفيديو ويقوم بإعدام المدنيين، إلى أن تمّكنا من الوصول إليه عبر حساب على فيس بوك قاما بإنشائه وإضافة العديد من عناصر نظام الأسد في محاولةٍ منهما لإقناع “أمجد” في قبول الإضافة، إلا أنه قبلها على الفور، وبعد عدّة أحاديث معه اعترف بأنه هو من قام بارتكاب الجـ.ريمة انتقاماً لأخيه.
فخورٌ بما فعلت
وذات حديث معه، أكد للباحثين، أنّه لم يأبه للمشاعر الإنسانية وأنه فخورٌ بما فعل انتقاماً لأخيه، مُشيراً أنه فعل هذا متعمداً ولم يكن هُناك أي ضغطٍ عليه، وأنه مُستمر في خدمته في صفوف نظام الأسد، كما أنه اعترف بارتكابه العديد من المجـ.ازر غير مجزرة حي التضامن، وأنه يرفض رفضاً قاطعاً بأن يتم تسميته عنصراً في المخابرات، مُعتبراً أن الأزمة في سوريا تحتاج إلى جيش حسب تعبيره.