تشهد دول العالم في الوقت الحالي الكثير من الصراعات من شأنها أن تؤدّي إلى حـ.ربٍ وانقسامات.
إلا أن هُناك بعض الدول التي تقف على الحياد تجاه المواقف السياسية الراهنة مثل إيران والصين والهند، وهذا من شأنه أن يجعل مصلحة الولايات المُتّحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي تحقق مصالحها وفق المُتغيرات القادمة.
تحالف دولي ضدّ روسيا
منذ بدء الحـ.رب الروسية على أوكرانيا وأمريكا تحاول أن تعزّز الجهود الرامية لمواجهة الروس، وهذا ما شهدته العاصمة الألمانية في وقتٍ سابقٍ حيث كان هُناك أشبه بالتحالف الدولي لمواجهة موسكو من أجل إفشال مخطط بوتين.
مواقف معارضة لروسيا
معظم الدول سواءً في منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا اتّخذت مواقفاً معارضاً لروسيا، ومنها الهند التي لم تستقبل وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.
وهذا ما يصب في مصلحة أمريكا لأن الهند تشهد صراعاً مع باكستان التي لم تكن على علاقة جيّدة بواشنطن، إلا أن الأخيرة تسعى لجعل الدولتين في مسارٍ واحد.
علاقة أمريكا بالسعودية والدور التركي
موقف باكستان مع أمريكا يتزامن مع تقارب هندي أمريكي، حيث أن زيارة رئيس وزراء باكستان إلى السعودية التي تربطها علاقة قويّة مع أمريكا كانت الوقت الذي قام فيه الرئيس التركي في زيارة إلى الرياض.
ويُعرف عن الرئيس التركي أنه اتّخذ موقفاً حيادياً تجاه الحـ.رب الروسية الأوكرانيّة، لكنه في الوقت ذاته منع الطائرات الروسية من نقل قوّاتها إلى سوريا عبر الأجواء التركية، وهذه الإجراءات لم تلقى ترحيباً من قبل موسكو، إلا أن هنُاك علاقات وثيقة بين الطرفين أهمها الملف السوري.
وهذا التقارب السعودي التركي بعد زيارة أردوغان، من شأنه أن يكون له أثراً إيجابياً على إنهاء الحـ.رب في أوكرانيا، وخاصة أن هناك معلومات تُفيد بأن بوتين أجرى اتصالاً مع محمد بن سلمان، أبدى الأخير استعداد بلاده للعب دور الوساطة لأنهاء الحـ.رب بالتنسيق مع تركيا، حيث أن هذا سيكون لها نتائج على عدّة ملفات في المنطقة وخاصة الملف السوري.
اقرأ أيضاً: مشروع سياسي جديد في سوريا وخطّة أمريكية تطال الأطراف المعنية بالملف السوري
تأثير التقارب السعودي التركي على نظام الأسد
بحسب كل العلاقات السياسية الراهنة، وخاصة العلاقة التركية السعوديّة، فإنّ نظام الأسد الذي يُعتبر أكبر حليفٍ لروسيا سيكون خارج المعادلة، وأن كل المحاولات الهادفة إلى إعادته إلى جامعة الدول العربية ستنتهي بالفشل.
وهذه الإجراءات وفي ظل دعم أمريكا للميليشيات الكردية في سوريا من الممكن أن تقوم واشنطن بتنشيط الميليشيات ووضعها في مواجهة نظام الأسد في مناطق شمال شرقي سوريا، وهذا سيكون له انعكاسات عديدة على الأرض.