تخطى إلى المحتوى

نحن أولى فيك من الخليجيين والأتراك .. مُعتقلة سورية تروي قصّة اعتـ.قالها التي دامت ثمانية سنوات بسـ.بب صورة

تروي مُعتقلة سوريةً أفرج عنها مؤخراً قصة اعتقالها التي دامت ثمانية سنوات في سجون نظام الأسد، مُشيرةً أن لها عدّة أسماءٍ وذلك بحسب كل فرع أمن تدخل إليه.

وتقول، إن اسمها في فرع فلسطين كان 3\5، وفي سجن المزة العسكري كان 2\32، أما خلال جلسات التحقيق التي خضعت لها كان لها أسماء كثيرة، من الممكن أن يعرفها جميع السوريين، مُشيرةً أن قصّتها كان بين أربعة سجون وهي فرع الأمن العسكري وفرع فلسطين وسجن المزة وأعنفها سجن صيدنايا.

أسباب الاعتقال

أكّدت أنّها كانت حذرة جداً من أي نشاط ثوري تقوم به، إلا أن التصوير كان سبباً مُباشراً في اعتقالها، مُشيرةً أن التصوير خدم نظام الأسد بشكل كبير.

وأوضحت، خلال نزوحنا من منطقتنا المُحاصرة إلى الأحياء التي تُسيطر عليها قوات نظام الأسد، وبعد فترة شهرين تقريباً قامت قوّات الأمن بمُداهمة المنزل وطلبوني بالاسم، ثم أخذوني وسط توسلات أمي وأبي دون أن أعرف أو يعرفوا إلى أين سأذهب.

وعندما أدخلوني في السيارة قام بتقييد يديّ إلى الخلف حيث كان هناك عنصران أحدهم على يميني والآخر على يساري، وبعد ساعاتٍ من السير على الطريق، وصلنا إلى مكان مليء بصوت النساء حسب ما كنت أسمع، وعرفت أيضاً أن هذا المكان هو فرع الأمن العسكري، وذلك من خلال كلام متداول بين المُعتقلات.

وتضيف، أدخلوني إلى الزنزانة، حينها سألت إحدى المُعتقلات عن الفترة التي قضتها إلى الآن، فقالت “شهر”، عندما سمعت كلمة شهر أصابني خوف شديد، وسألت نفسي كيف لها أن تقاوم شهراً كاملاً الحياة في هذا القبر، ولم أكن أعرف أني سأظل ثمانية سنوات.

اسم جديد لي (نابية)

مرّت أيام ولم يطلبوني إلى التحقيق، حتّى فتح السجّان باب الزنزانة، ولم يُعطني وقتاً حتّى بدأ بضربي وشتمي بأقذر العبارات.

وخلال الفترة الزمنية من الزنزانة إلى غرفة التحقيق أطلق عليّ اسماً جديداً وهو (نابية)، وطلب مني أن استمر في ترديد هذا الاسم كثيراً.


“نحن أولى منك من الخليجيين والأتراك”

وعندما دخلت غرفت التحقيق جثوت على ركبتيّ بأمر من المحقق، وقال لي” هلق نحن مو أولى منك من الخليجيين والأتراك؟، لم أفهم قصده، لكّنه ألمح بعد ذلك إلى أن هدفه هو “الجنس”، وبدأت أن أدعو الله أن يتوقفوا عن الكلام لأني سمعت كثيراً من هذه القصص التي جرت مع المُعتقلات، ثم قلت له “متل ما بدك سيدي”، لأني لم أكن أملك أي حيلةٍ في ذلك الوقت.

اقرأ أيضاً: فاقداً للذاكرة إلا أنه لم ينسى زوجته .. حالات صـ.ـادمة لمعتقـ.لين خرجوا من سجــ.ون نظام الأسد

صورة جعلتني مُعتقلة

بعد أن قلت للمحقق “متل ما بدك سيدي”، طلب من السجّان أن يرفع العصابة عن عيني، وفوراً رأيت أن صوري ظاهرةً على جوال المحقق، منها من تُظهر مُشاركتي في مُظاهرة، وأخرى تُظهرني وأنا أقوم ببخ نجمات علم الثورة، والعديد من الصور وأنا أشارك في نشاطات ثوريةٍ سلميّة.

ثم قال لي “أوعك تقولي إنو هدول الصور هنن فوتوشوب”، فقلت له ” لا مو فوتوشوب سيدي، هي أنا”.

وذكرت أنه هُناك عشرات الآلاف في سجون نظام الأسد معتقلين منذ سنوات دون تهم، حيث أن نظام الأسد هو من يوّجه لهم اتهاماتٍ باطلة.

مُشيرةً أنها تعرضت لكافة أنواع النفسي والجسدي، كما أنهم كانوا يزرعون في نفوس المساجين الرعب والخوف عبر وضع المُعتقل بين الكلاب في غرفة واحدة.