استطاع نظام الأسد أن يُروّج أنه أعاد سوريا إلى سابق عهدها من حيث الأمن والاستقرار وهذا ما يتنافى مع الواقع التي تشهده المناطق التي يُسيطر عليها، كما يحاول أن ينقل صورةً مُشابهةً للدول التي تضمّ لاجئين سوريين وهذا من شأنه أن يدفع تلك الدول لترحيل السوريين وإعادتهم إلى بلادهم.
حيث تعتزم الدنمارك ترحيل معتقل سابق إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، بزريعة أن سوريا أصبحت بلداً آمنة ويمكن للسوريين الذين في الخارج أن يعيشوا بها كما السابق.
وهذا ما أكّدته الشابّة السورية “إسراء راعي البلها” على حسابها الشخصي على تويتر، أن السلطات الدنماركيّة ستقوم بترحيل والدها إلى سوريا، مُشيرةً أن هذا الإجراء يأتي على الرغم من تعرّضه لشتّى أنواع التعذيب في سجون النظام حينما كان مُعتقلاً.
Mine forældre skal udvises til Syrien selvom min far er blevet tortureret i Assads fængsler og har fået klippet 2 fingre af og 2 fingre knust. Jeg har opholdstilladelse. De danske myndigheder tror, at Syrien er sikker, men det er stadig de samme bødler, der er ved magten #dkpol pic.twitter.com/Xq48Iu9o9H
— Israa Raai Albalha (@Israaalbalha) May 5, 2022
عينة من أسلوب نظام الأسد في تعذيب معتقليه
وأشارت “إسراء”، أن التعذيب الذي تعرّض له والدها على أيدي الجلّادين في سجون النظام أسفر عن فقدانه لاثنتين من أصابعه، فضلاً عن التعذيب النفسي الذي مرّ عليه طيلة فترة اعتقاله.
اقرأ أيضاً: ملك دولة أوربية يلبي دعوة عائلة سورية على وجبة الإفطار الرمضاني (فيديو)
قرار الترحيل
ذكرت “إسراء”، أن السلطات الدنماركية أبلغت والدها في شهر تموز الماضي، بقرار ألغاء إقامته في البلاد، بعد أن دامت الإقامة منذ عام 2015، مُشيرةً أنه حاول جاهداً أن يستأنف الحكم إلا أنه لم يستطع، لأن الدنمارك تعتقد أن بإمكانه أن يعود لسوريا دون أن يتعرّض لأي أذيةٍ أو مُضايقات.
وأوضحت، أن هذا القرار أجبرها هي ووالدتها على نفس مصير الأب، حيث أنهما وصلا إلى الدنمارك في عملية لم شمل قام بها الأب بعد وصوله، كما أنهما (هي ووالدتها)، قدمتا طلب لجوء على أمل استعادة إذن الإقامة لكن الأمر يستغرق الكثير من الوقت.
يُذكر أن “محمد ماهر” والد إسراء، كان قد اعتقل في تسعينات القرن الماضي بس مُعارضته لنظام الأسد في عهد حكم حافظ، وخلال فترة سجنه تعرّض لكافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي.