تكثر في الآونة الأخيرة الأحاديث عن مُستقبل مناطق الشمال والشمال الشرقي في سوريا، وخاصةً المناطق التي تُسيطر عليها الولايات المتّحدة الأمريكية وتركيا.
وُهناك ترجيحات بأن الفترة القادمة ستشهد تطوّرات ميدانيّة تزامناً مع الضربات العسكرية التركية التي تنفّذها على مواقع ميليشيا قسد شمال شرق سوريا.
وقال العميد المنشق “أحمد رحال” لوسائل إعلامية:” خلال الأشهر الماضيّة، كان هناك مناوشات عسكرية بين القوات التركية وقسد، كانت من الممكن أن تتطّور لتصبح مواجهات ومعارك حقيقيّة بين الطرفين”.
وأشار، أن ذلك لم يحدث بس وجود رفض أمريكي وروسي، لأن كلا الطرفين لا يُريدان أن يحدث أي عمل عسكري من شأنه أن يُعيد الفوضى للمنطقة الشرقية، مؤكّداً أن كل الضربات التي نفّذتها تركيا على قسد كانت بعلم روسيا وأمريكا.
مطالب تركيا من روسيا
وأوضح رحّال في حديثه، أنّ هناك عدّة عوامل من الممكن أن تُسفر عن اندلاع أعمال عسكرية واسعة في منطقة شرق الفرات.
وأهم تلك العوامل هي المطالب التركية من روسيا التي تتمثل بأن تكون مناطق “تل رفعت” ومنبج” ثمناُ لأنقرة بعد مواقفها الحياديّة بشأن الحـ.رب على أوكرانيا.
وأضاف “رحال”، أنّ أنقرة وضعت الإدارة الأمريكية في صوة الوضع الراهن، كما أنّها وضعت ملف المنطقة الآمنة على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتعتبر تركيا السيطرة على مناطق “عين عيسى”، ومنبج”، و”عين العرب”، في غاية الأهمية من أجل تنفيذ مشروعها الهادف لإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري.
صفقة أمريكية تركية بشأن إدلب
وأوضح “رحال”، أن الإدارة الأمريكية رفضت طلب أنقرة التي قدّمتها بخصوص مناطق بريف حلب، إلا أنها قدّمت عرضاً آخراً لتركيا بما يخص منطقة إدلب.
ويتمثل العرض الأمريكي بالسماح لتركيا بشنّ عملية عسكرية في إدلب للسيطرة على طول الواصل بين مدينتي “سراقب” و”خان شيخون” من أجل توسيع نطاق المنطقة الآمنة إلى تلك المناطق.
موقف روسيا من تركيا
وأشار “رحّال” أن موسكو وواشنطن من الممكن أن لا يقفا في وجهة تركيا في حال شنّت أي عملية عسكرية على مناطق سيطرة ميليشيا قسد، في حال حدوث أي مواجهة عسكرية بين الطرفين.
وفي وقتٍ سابقٍ، اتّخذت الولايات المتّحدة الأمريكية قراراً ينص على إعفاء بعض المناطق السورية من العقوبات المفروضة، وخاصةً مناطق سيطرة ميليشيا قسد، وبحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، فإنّ القرار الأمريكي يهدف إلى تثبيت الحدود بين الأطراف التي تتصارع على النفوذ في سوريا وهي الفصائل الثورية ونظام الأسد وميليشيا قسد.