منذ اندلاع الحـ.رب الروسية على أوكرانيا، والملف السوري يُشهد العديد من التقلّبات رغم أنها لم تنعكس فعلياً على أرض الواقع، إلا أنها توحي بتطوّرات قادمة من قبل الدول المعنية بالشأن السوري.
ومن أبرز التطّورات، زيارة بشّار الأسد للإمارات وإيران، الانسحابات العسكرية الروسية من سوريا، الأوضاع على الحدود السورية مع بعض الدول، إضافةً للمنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإنشائها في الشمال السوري، إضافةً للإعفاءات الأمريكية لبعض مناطق سوريا من العقوبات المفروضة على نظام الأسد.
مساعي تركيّا لإنشاء منطقة آمنة في سوريا
تُعتبر الخطة التركية الهادفة لإعادة مليون لاجئ سوري من أبرز التطورات التي شهدتها الفترة الماضية، حيث تسعى تركيا إلى إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية يضمن لها نجاح مخططها التي تسعى إليه.
جاء ذلك بعد تأكيدات عديدة من قبل الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي كشف عن هدف بلاده الرئيسي في سوريا خلال الفترة القادمة والذي يتمثل في إنشاء المنطقة الآمنة، دون تحديد الوقت التي ستنفّذ فيه تركيا مشروعها.
الإعفاءات الأمريكية من العقوبات في سوريا
يُذكر أن وزارة الأمريكية قد أعلنت في وقتٍ سابق، عن إعفاءات من عقوبات قانون “قيصر”، وذلك بالسماح للقيام في عدّة أنشطة في العديد من المناطق التي تُسيطر عليها ميليشيا قسد والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، ومن بين الأنشطة الزراعة والبناء والتمويل والنقل وأنشطة اقتصادية أخرى.
واعتبر “إيثان غولدريتش”، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لملف سوريا، أن الإعفاءات الأمريكية هو منع عودة تنظيم “داعش” والحد من خطورته، فيما اعتبرت تركيا أن إعفاء مناطق “قسد”، هو محاولة لشرعنة الميليشيا، كما اعتبره نظام الأسد “مؤامرة جديدة”.
الانسحاب الروسي من سوريا
منذ بدء الحـ.رب الروسية على أوكرانيا، والموقف الروسي تجاه سوريا يشهد هدوءاً ملحوظاً، إضافةً إلى فإن روسيا بدأت منذ فترة بسحب قوّاتها العسكرية من سوريا من أجل تعزيز جبهات القـ.تال في أوكرانيا التي تعاني فيها منذ بدء الحـ.رب.
إلا أنّ هذه الانسحابات لم تصدر من أي جهة إعلامية تابعة لموسكو، سواءً بتأكيدها أو نفيها، إلا أنها لاقت الكثير من الاهتمام من قبل بعض المحلّلين والخبراء العسكريين.
اقرأ أيضاً: صحيفة تركيّة تكشف عن تطورات قادمة بشأن الملف السوري وتُرجّح خسارة روسيا عسكرياً في سوريا
إغلاق تركيا مجالها الجوي أمام روسيا
وفي وقتٍ سابق، أعلنت تركيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية والمدنية التي تنقل جنوداً إلى سوريا، في إجراءٍ جديد يقف حائلاً أمام التواجد العسكري الروسي في سوريا.
من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف لوسائل إعلام روسية، أنّ موسكو ستطلب من أنقرة إعادة فتح المجال الجوي أمام طائرتها المتجهة إلى سوريا، مُشيراً أن هذه الإجراءات لم تسهل من عمل القواعد الروسية.
الدور الإيراني في سوريا
تُعتبر إيران من أبرز الدول الفاعلة في سوريا والتي تقف إلى جانب نظام الأسد، وهذا ما تجسّد في زيارة بشّار الأسد الأخيرة إلى طهران والتي التقى خلالها عدداً من المسؤولين على رأسهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
ووصف المتحدث باسم خارجية إيران زيارة الأسد على أنها” مرحلة جديدة في سوريا”، وأنها رسالة في غاية الأهمية بما يخص الفترة القادمة.
بالمقابل، رجّح العاهل الأردني أن يكون هناك مُشكلات على الحدود الأردنية السورية إذا ما تمركزت الميليشيات الإيرانية في المواقع التي أخلتها روسيا، مُشيراً أن الدور الروسي في سوريا يشهد تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة.
الاستهداف الإسرائيلي لسوريا 2022
شهدت الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً من قبل القوات الإسرائيلية في سوريا، والتي تمثّلت بقصف مواقع عسكرية متفرقة في المدن السورية، والتي تتبع للميليشيات الإيرانيّة.
ولعلّ أبرزها قصف مركز “البحوث العلمية”، في مدينة مصياف، والذي وصفه إعلام نظام الأسد على أنه القصف الأعنف الذي طال سوريا.
وكان آخرها استهداف محيط مطار دمشق دولي يوم أمس السبت دون أنباء عن تفاصيل أخرى.