تخطى إلى المحتوى

الحديث عن مرحلة قادمة وتغيرات مفصلية في سوريا في ظلّ التطّورات العسكرية بين روسيا وأكرانيا

يرى مراقبون أنّ روسيا ” مقبلة على أيامٍ أكثر تصعيداً”، تزامناً مع الإجراءات التي تقوم فيها بسوريا والتي تتمثل بحسب قوّاتها العسكرية لتعزيز جبهات القتال في أوكرانيا.

وهذا ما يُثير مخاوف بعض الدول المجاورة لسوريا، ولا سيما إسرائيل التي تعتبر أن تواجد الميليشيات الإيرانية في المواقع التي أخلتها روسيا يُشكل تهديداً حقيقياً على الحدود، كما أنّ الأردن أبدت تخوفاً واضحاً من الانسحاب الروسي مُشيرةً أن هذا سيؤثر سلباً على أمن المنطقة.

رؤية بعض المحلّلين والباحثين حول الانسحاب الروسي من سوريا

وحول الانسحاب الروسي قال المحلل في شؤون سوريا والمُستشار السابق بمجموعة الأزمات الدولية “سام هيلر”: “إنه من الصعب تحليل التحركات الروسية المتفردة دون دليل واضح، أو معلومات مؤكدة تشير فعلا إلى حدوثها”.

وأضاف هيلر، أن المسؤولين الغربيين لم يلاحظوا أي تحركات من هذا النوع (تقليص)، مشيراً “أن المسؤولون أشاروا إلى عدم وجود مؤشرات حقيقية، على صحة التقليص”.

ومن جهته يؤكد الباحث السوري، نوار شعبان “أنه يجب التفريق بين مصطلح الانسحاب وإعادة تموضع القوات، حيث أن القوات الروسية لا تنسحب وإنما تحرك قواتها من الجنوب إلى الشمال (إعادة تموضع جغرافي في سوريا)”.

ولفت شعبان إلى، “أن روسيا تلعب بسلاسة وتتمتع بما يحصل” منوهاً إلى “أن إعادة التموضع يرتبط بغياب رفاهية استقدام أعداد المقاتلين من الخارج، إلا أن موسكو تحاول القول لإسرائيل إن وجودها مهم”.

أما بالنسبة للمحلل السياسي المقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر، فإنه يؤكد عدم وجود أساس لأي شائعة حول تورط روسيا في أوكرانيا، الأمر الذي سيجعلها تنظر في وضعها بسوريا”.

اقرأ أيضاً: تطوّرات سياسية تخص الملف السوري وبيان دولي ينص على ضرورة دعم الحل في سوريا بحضور بوتين

تصعيد إسرائيل العسكري في سوريا

ومن الملفت أنه تزامناً مع إعادة التموضع الروسي في سوريا، قامت إسرائيل بتصعيد ضرباتها العسكرية على مواقع لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، آخرها كان في ريف حماة الغربي ومحيط العاصمة دمشق ومواقع أخرى.

وصرحت إسرائيل أنها ستستمر في استهداف الميليشيات الإيرانية، التي تحاول التمركز في مواقع بسوريا وعلى حدودها في جنوبي البلاد.

وأكد الباحث السوري نوار شعبان أن روسيا تقوم بما يسمى “تكتيك إحداث الفوضى” الذي أدى لزيادة الضربات العسكرية على مواقع في سوريا.

ومن جانبه يقول المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن: “إن الوجود الروسي في سوريا نقطة مهمة وحساسة جدا لإسرائيل”، مشيراً “أن إسرائيل حددت موقفها فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا وحيادتيها النسبية، عكس ما اتخذته الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية الأخرى”.

ويؤكد شتيرن: “إذا سمحت روسيا للإيرانيين بالفعل بإحضار المزيد من المعدات العسكرية وتوسيع التمركز، فهذا سيمس أمن إسرائيل القومي، وبذلك سترى الأخيرة ما حصل تصعيدا من قبل موسكو”.