تخطى إلى المحتوى

مؤشرات لتخلّي موسكو عن نظام الأسد بعد التهـ.ديدات التركية الأخيرة وعن تطوّرات سياسية بين الأطراف المعنية بالشأن السوري

تستمر التهديدات التُركية بشن عملية عسكرية جديدة شمال شرقي سوريا وذلك لحماية حدودها من أي تواجد عسكري لميليشيا قسد، إلا أنّ التهديد التركي يُقابله رفضٌ أمريكي وروسي بحجّة أن أي تحرّك عسكري قادم في سوريا يُعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.

تأثير العملية العسكرية التركية على نظام الأسد

سيكون للعملية العسكرية التي أعلنت عنها أنقرة مُسبقاً تبعيات سلبية على نظام الأسد، نظراً لتواجده العسكري القريب من المناطق المُستهدفة من قبل تركيا.

ومن الممكن أن يتعرَّض النظام لخسائر عديدة في حال حدوث أي تطوّر ميداني، إضافةً إلى أن هذه الخسائر لن يكون لها بديل في مناطق أخرى كإدلب وريفها الجنوبي.

وفي حال تحقيق كافة الأهداف التي تطمح لها تركيا سُيزيد من احتمالية توسيع النفوذ التركي في إدلب في المناطق التي سبق وسيطر عليها النظام بدعم روسي في عام 2020، أو أجزاء واسعة من مدينة حلب.

تخلّي روسيا عن نظام الأسد حفاظاً على مصالحها مع أنقرة

يقول الكاتب والمحلّل السياسي “شورش درويش” لموقع “الحل نت”:” روسيا لم تُبدي أي موقف يدل على أنّ هناك مُساومة بينها وبين أنقرة، ونظام الأسد يُريد أن يرى شكلاً جديداً لقسد في منطقة الفرات”.

وأضاف:” رغبة النظام في ذلك سيضع روسيا بين خيارين أولهما الدفاع عن مصالحها في سوريا (نظام الأسد) من جهة، ومن جهةٍ أخرى قدرتها في مواجهة تركيا”.

اتّجاه نظام الأسد للاعتماد على إيران بشكل أكبر

وأوضح “شورش”:” نظام الأسد سيتّجه إلى الاعتماد على حليفه القديم إيران في حال حصول أي تفاهم واتّفاق روسي تركي، كما أنّ هناك فرصةً كبيرةً لبدء تعاون جديد بين النظام وقسد في حال لم تقم أمريكا بصدّ الهجوم التركي المُحتمل، مُشيراً أن العملية العسكرية لن تكون في صالح أمريكا أو روسيا، بل ستكون في صالح تحالفات جديدة من شأنها أن تُشعل صراعاً آخراً في المنطقة.

وأشار:” روسيا ترى أنّه من مصلحتها سواءً الاقتصادية أو السياسية أن تحتوي نظام الأسد، في الوقت نفسه تُصمّم أنقرة على عدم التخّلي أو تقديم أي تنازل لروسيا في منطقة إدلب، لأن أنقرة تُدرك أن هذا سينعكس سلباً عليها من قبل الحاضنة الشعبية في إدلب”.

اقرأ أيضاً: تقرير يكشف عن أربع سيناريوهات مُحتملة لتعامل روسيا مع العملية العسكرية التركية في سوريا

تكافؤ القوى لتركيا وروسيا في الشمال السوري

من جهته، نشر الموقع الروسي “أوراسيا ديلي” تقريراً يوضّح فيه أن الأوضاع العسكرية والسياسية بين تركيا وروسيا في الشمال السوري أصبح غير متكافئ، وخاصةً بعد انشغال موسكو في حـ.ربها على أوكرانيا، ما دفعها إلى سحب عددٍ كبيرٍ من قوّاتها من سوريا باتّجاه جبهات القتـ.ال في كييف.

كما أنّه رجّح عدّة سيناريوهات من المحتمل أن تحدث خلال الفترة المُقبلة، ومنها تتعلّق باستجابة روسيا للعملية العسكرية التركية وأبرزها، اتّفاق روسي تركي تتراجع فيه أنقرة عن نيّتها في شن عمل عسكري جديد مقابل أن تحصل تركيا على أفضليات تجارية واقتصادية تشمل الطاقة وغيرها.