تخطى إلى المحتوى

من راقب مدينته مات همّاً .. نوبة قلبيّة تودي بحياة أحد المدنيين المُهجّرين بريف إدلب بعد ساعات من رؤية أطلال مدينته الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد (فيديو)

تعرَّض أحد المدنيين يوم أمس الجمعةٍ لنوبةٍ قلبية أودت بحياته بعد ساعاتٍ قليلة من زيارته لتخوم مدينته التي احتلّتها قوات نظام الأسد في عام 2020.

النظرة الأخيرة على “كفرنبل” قبل الوفاة

توفي أمس الجمعة، “مصطفى محمود الجلل” المُلّقب “أبو محمود”، عضو إدارة نادي “كفرنبل” الرياضي، وأحد أشهر المُدرسين الذين عملوا في مدراسها عن عمرٍ يُناهز 55 عاماً، إثر تعرضه لنوبةٍ قلبية في مكان نزوحه في مدينة “معرتمصرين”، نُقل على إثرها إلى مشفى “الشفاء” بمدينة إدلب.

وكان “الجلل”، قبل أنّ يتعرَّض للنوبة القلبية بوقتٍ قصير، قد زار تخوم مدينة كفرنبل التي سيطرت عليها قوّات نظام الأسد في عام 2020، بعد أن هجّرت سكّانها نتيجة القصف الشديد الذي تعرضت له، على مدار عامٍ كامل.

وألقى “الجلل” النظرة الأخيرة على مدينة “كفرنبل” من بلدة “كنصفرة” المُطلة على المدينة، ليكتب على صفحته على فيسبوك:” إطلالة على مدينة كفرنبل، بعد سنتين ونصف، شعور لا يوصف”.

تفاعل أهالي المدينة مع وفاة “الجلل”

ولاقى خبر وفاة “الجلل” ردّة فعل واسعة من قبل أهالي المدينة، الذين عبّروا عن حزنهم الشديد على رحيل “الجلل” صاحب السيرة الطيّبة في المدينة، إضافةً إلى الخدمات التي قدّمها لمُعظم الطلاب على مختلف مراحل الدراسة.

حيث عبّر الكثيرون عن حزنهم لفقدان “الجلل”، منهم “يمان البيوش” الذي كتب:” بشّار الأسد قتلنا جوا كفرنبل بالقذائف، واليوم كمان قتلنا برا كفرنبل، شقد فكّر بالليل ببيتو، وتخيل إنو عم يمشي في شوارع الضيعة، متل أيّام قبل”.

يُذكر، أن نظام الأسد كان قد احتلّ مدينة كفرنبل في بداية الثورة السورية، إلا أن الفصائل الثورية استطاعت تحرير المدينة بعد معارك عنيفة دامت خمسة أيّام، قبل أن يعود النظام لاحتلاها في عام 2020، بعد حملةٍ عسكريةٍ عنيفةٍ شنّها على معظم مناطق ريف إدلب الجنوبي كان لكفرنبل منها النصيب الأكبر، حيث أسفرت الحملة عن دمار أكثر من 70% من المدينة، إضافةً لاستشهاد عشرات المدنيين منهم أطفال ونساء.