تخطى إلى المحتوى

من الاعتقاد بضرها ونفعها إلى طلب الحاجات منها المزارات والمراقد العلوية 400 مزار في سوريا بدعم من نظام الأسد

تنتشر في بعض المحافظات والمدن السورية ما يُعرف “المقامات والمراقد الدينية”، حيث يقصدها البعض للتخلّص من الأمراض كما يعتبرونها أماكن للعبادة.

وتتواجد هذه المراقد في العديد من المناطق كالرقة وريفي إدلب وحماة، إلا أنّها تتواجد بشكل كبير في المناطق الساحلية كمدن اللاذقية وطرطوس.

ومنذ عشر سنوات استجدّ الكثير من هذه المقامات في تلك المناطق، وكان للتدخل الإيراني في سوريا أثراً كبيراً في ازدياد هذه المراقد، بهدف نشر المذهب “الشيعي” الذي تسعى طهران من خلاله بسط سيطرتها السياسية والدينية في سوريا، وخاصةً في المناطق التي تنتمي للطائفة “العلوية” الذي ينحدر منها “بشّار الأسد”.

أشهر المراقد والمقامات في مناطق الساحل السوري

تبلغ عدد المراقد والمقامات في سوريا المناطق الساحليّة أكثر من 400 مرقد ومزار، بحسب المراجع في الطائفة العلويّة مواقع الأنترنت.

وأبرزها تنتشر في مناطق حمص حيث تعتبر المدينة التي تحتوي العدد الأكبر من تلك المزارات، إضافةً إلى عشرات المزارات في أرياف حماة، واللاذقية وطرطوس ومدينة القرداحة مسقط رأس بشّار الأسد.

“للشيخ” الواحد أكثر من مرقد

هناك اعتقاد عند الطائفة العلويّة أن زيارات المراقد والاهتمام بها ضرورة في حياة الفرد والمجتمع، حتّى ما بعد الموت.

وبحسب ما أوضحه الباحث التاريخي “بديع العمر”، فإنّ للطائفة العلوية كتباً كـ “الجفر وجوامع الكون والفساد وكتاب اخوان الصفا والتوحيد العلوي لمحمد للشيخ عبد الحميد الحمد وموروث الامام”، مُشيراً أن غالبية هذه الكتب تتضمن أحاديث عن الصاحبي الجليل “علي بن أبي طالب”، وغالبيته تدعو إلى زيارة قبور الصالحين كما يعتقد العلويون.

وأشار الباحث، ربما يكون للشيخ أو الإمام أكثر من ضريح، بمعنى أن يكون له ضريح في تركيا أو سوريا ولبنان، وربما يكون له عدّة مزارات في دولة واحد مثل مزار “زين العابدين” فهو موجود في مدينة حماة واللاذقية.

خطة نظام الأسد في عهد حافظ في بناء المزارات

وفق ما أكّد المحامي “عبد الناصر حوشان” فإنّ نظام الأسد في عهد “حافظ” شجّع عن طريق أجهزة المُخابرات والأمن على بناء المزارات في سوريا، كما أنّه روّج من خلالها إلى التصوّف وعبادة القبور، إضافةً إلى اختراع العديد من قصص الخيال حولها.

وذكر المحامي، أن النظام آنذاك أولى اهتماماً كبيراً بالمراقد وخصّص رواتباً ماليةً للشيوخ القائمين على الاهتمام بها وخاصةً أولئك المُقرّبين من النظام.

ويظّن الكثيرون سواءً الشيوخ أو من عامة الأفراد، أن الاهتمام تلك المراقد وزيارتها تُخرجهم من المصاعب التي هم فيها، إضافةُ لظنّهم أنهم بزيارتها تتحسن أحوالهم المعيشية والمادية مُتناسين أن النظام في عهد الأب والابن هو وراء فقر الشعب ومعاناته.

اقرأ أيضاً: مسؤول إيراني يُعرب عن سعادته الكبيرة بدمار سوريا ويصرح أن بلاده تسعى لمصالح شخصيّة فيها

مزارات الإيرانيين والهدف منها في سوريا

هدفت إيران منذ تدخلها في الشأن السوري لمُساندة نظام الأسد إلى نشر المذهب “الشيعي” في سوريا بشكل أوسع مما كان عليه نظراً لأنه يُشكل الغالبية العظمى في إيران.

حيث عملوا على بناء المزيد من المراقد والمزارات، وسموّها “مزارات آل البيت”، واعتمدوا إقامة ندوات في تلك المزارات لنشر الفكر الشيعي على أوسع نطاق في سوريا.