تخطى إلى المحتوى

شهادة أمام القضاء الألماني أبكت القضاة والحاضرين بوجود المشهود ضده جزار اليرموك

تسببت إفادة قدمها أحد الشهود من أبناء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبَ العاصمة السورية، ببكاء القضاة وكامل الحضور في قاعة إحدى المحاكم الألمانية التي تنظر في قضية دعوى ضد “موفق دواه” الملقب بجزار اليرموك.

وينظر الادعاء الألماني في الدعوة الموجهة بحق “داوه” المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مخيم اليرموك خلال العام 2014.

حيث تسبب بمقتل 7 مدنيين بينهم طفل في عمر السادسة خلال استهدافه لتجمع لمدنيين ينتظرون توزيع المساعدات الغذائية من قبل من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

تفاصيل مروعة يرويها الشاهد “م”

أثارت التفاصيل المروعة التي حدثت مع الشاهد “م” الذي كان حاضراً للمجزرة التي ارتكبها المدعو عليه “داوه” بحق مدنيين عزل في مخيم اليرموك، غضب القضاة والمدعيين والحضور في قاعة إحدى المحاكم الألمانية.

وبحسب شهادة “م” التي أدلى بها، فأن المتهم أطلق قذيفة صاروخية على تجمع للمدنيين في المخيم انتقاماً لمقتل ابن أخيه في المعارك بين فصائل الجيش الحر وقتها والميلشييات الموالية لنظام الأسد.

كما وشارك “داوه” مع ميليشيا تطلق على نفسها “حركة فلسطين الحرة” التابعة لقوات نظام الأسد بحصار المخيم ما تسبب بمقتل عددٍ من المدنيين جوعاً أو بسبب نقص الأدوية.

وعاد الشاهد “م” بذاكرته إلى الوراء خلال عرض مقاطع مصورة عن المجزرة وأوضاع المدنيين الصعبة خلال الحصار الذي فرض على المخيم وقتها، مقاطع جعلت منه يستشيط غضباً ويوجه كلاماً لاذعاً للمتهم قاله فيه: ” لماذا قتلتَ كل هؤلاء الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين؟ من أجل سيدك بشار؟ لنرَ كيف سينقذك الآن من أصوات الضحايا المطالبين بالعدالة”.

كلمات الشاهد وتفاصيله الدقيقة عن المجزرة البشعة بحق المدنيين، أبكت كامل الحضور والقضاة في قاعة المحكمة حيث امتلأت أعينهم بالدموع ما دفعهم إلى أخذ استراحةٍ قصيرة.

بعد فترة وجيزة، استكملت الجلسة ليتابع الشاهد الإدلاء بشاهدته ضد المتهم، حيث روى تفاصيل عن مصير الطفل الذي ظهرت أحشاؤه عقب الاستهداف بقذيفة صاروخية، في تلك الأثناء سألت رئيسة المحكمة الشاهد أنور البني فيما إذا كان لديه معلومات عن الطفل ووضعه ليجيب الشاهد “م”، بأن الطفل قد جرى إنقاذه وأنه غادر سوريا إلى بلدٍ مجاورة.  

وشارك المحامي أنور البني في جلسات محاكمة المتهم “دواه” بصفة شاهد، وقال، إن عدد الجلسات التي عقدت بلغت 6 جلسات في دعوة أطلقها الشاهد “م” بحق الجاني المتهم بقتل مدنيين في مخيم اليرموك عام 2014.

واستمعت المحكمة في جلستها التي عقدت في الـ 29 من أيلول الحالي، إلى شهادة جديدة في الدعوة الموجهة ضد الجاني “موفق دواه” المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مخيم اليرموك.

حيث يعتبر “دواه” من أحد أعضاء ميليشيا فلسطينية تؤيد نظام الأسد وتشارك قواته في حرب الشعب السوري، كما وسمته بعض صفحات الفيس بوك بجزار اليرموك، حيث وجه له الادعاء الألماني 13 تهمة تتعلق بجرائم قتل وتصفية مدنيين في مخيم اليرموك عن طريق استهدافهم بقذيفة مضادة للدبابات خلال تجمع مدني لانتظار توزيع المساعدات الغذائية، إضافة لـ 3 تهم تتعلق بالشروع بالقتل.