في سياق المحادثات المستمرة بين الجانبين الروسي والامريكي في الشأن السوري، يدور الحديث الآن عن خطة سلام يجرب الإعداد لها بين الجانبين.
وقد أعلن “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي للشأن السوري بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان من خلال محادثات حثيثة مشتركة لإيجاد حل يعيد سوريا إلى المجتمع الدولي وينهي حالة العزلة التي تسبب بها النظام الحالي.
وصرح جيفري بعد اجتماعه البارحة بشكل مغلق مع مندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: “إن موسكو وواشنطن تستكشفان مقاربة تدريجية خطوة بخطوة لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام، لكن هذا يتطلب اتخاذ قرارات صعبة” بحسب تعبيره.
إقرأ أيضاً : جيفري وبيدرسون.. وتصريحات جديدة حول الوضع في إدلب
وأكمل بقوله: ” لكن حتى الآن لم نر خطوات جادة مثل وقف إطلاق النار في إدلب أو اجتماع اللجنة الدستورية، من أجل إعطائنا ثقة بأن نظام الأسد يفهم حقا ما يجب أن يفعله لإنهاء هذا النزاع”.
وقال جيفري: “هناك رغبة ضاقة لإنهاء هذا الصراع من قبل جميع الأطراف، إلا أن ذلك سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة، ليس من جانبنا فحسب، ولكن قرارات صعبة من جانب الروس أيضاً، وفوق كل ذلك قرارات صعبة من جانب النظام السوري”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد توقفت عن مطلبها برحيل الأسد مؤخراً، بل وحتى باتت تصريحات دبلوماسييها توحي بأنها مستعدة لتقديم حوافز للمساعدة في طرح احتمالات للتسوية بشأن القضية السورية.
تفعيل القرار 2254
هذا وقد ناقش وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” في روسيا منذ أيام الخطة التي تسمح لنظام الأسد بأن يلتزم بالقرار الصادر عن الأمم المتحدة رقم 2254 مما يخولها بأن تعود مجدداً إلى كنف المجتمع الدولي.
يشار إلى ان القرار 2254 يدعو إلى عقد محادثات سلام بين الأطراف السورية، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
واكد كل من بومبيو وجيفري بأن محادثاتهم مع الروس كانت مثمرة، وأنهم قد نالوا انطباعاً عاماً باستعداد الروس لتحقيق المصالح الأمريكية في سوريا، ودعم العملية السياسية بما يضمن انتقالاً للسلطة وتثبيتاً للحكومة وبدءاً بعودة النازحين وفض النزاع.
إلا أن دولاً أوربية كانت قد حذرت الولايات المتحدة من المبالغة في التفاؤل فيما يتعلق بالحوار مع الروس والانتقال السياسي، مشيرين إلى تجارب سابقة اتفق الروس فيها مع الأمريكيين على نقاط معينة، إلا أنها بقيت حبراً على ورق في ظل إصرار موسكو على الحل العسكري.