تخطى إلى المحتوى

إدارة الهجرة التركية توجه رسائل هامة للاجئين السوريين

تشكل المرحلة الحالية وضعاً سياسياً حساساً لكل من الأتراك والسوريين على حد سواء، فبعد وصول عدد السوريين في تركيا إلى ما يقارب الـثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ بكل احتياجاتهم وهمومهم ومشاكلهم، وفي ظل وضع سياسي حساس بالنسبة لتركيا داخلياً وخارجياً، بات من الواجب اتخاذ أعلى درجات التأهب والتنسيق بالتعاون مع السوريين.

وفي هذا السياق، عقدت إدارة الهجرة التركية يوم أمس اجتماعاً مع عدد من الصحفيين السوريين في مدينة إسطنبول التركية، وحضر الاجتماع من الجانب التركي كلاً من نائب مدير دائرة الهجرة العامة في أنقرة الدكتور “غوكشة أوك” ومدير دائرة الهجرة في إسطنبول “رجب باتو”.

حيث أشار “أوك” إلى نقاط هامة يجب على السوريين الالتزام بها خلال هذه الفترة لتجنب للفتن والمشاكل، وعدم الانجرار إلى الخلافات مع الأتراك، وخاصة مع اقتراب انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول.

إقرأ أيضاً : مرشحا رئاسة بلدية إسطنبول يصرحان بخططهما نحو السوريين

كما دعا السوريين في هذه الفترة إلى عدم إقامة تجمعات في الأماكن العامة، وعدم الذهاب إلى الشواطئ والأماكن المزدحمة، وتجنب النقاشات السياسية أو العرقية، وعدم رفع أي علم، والابتعاد قدر الإمكان عن الأمور والتصرفات التي يمكن أن يستغلها المغرضون لبث الفتن بين السوريين والأتراك.

وأكد أن إدارة الهجرة تحاول إزالة المفاهيم الخاطئة عن السوريين، عن طريق عقد اجتماعات موسعة في المدن التركية كافة، للتعريف بحقوق السوريين وتمكين الدمج المجتمعي وترسيخه بين الشعبين السوري والتركي، مشيداً بأهمية الإعلام ودوره الكبير في دعم هذه الخطوة.

اجتماع إدارة الهجرة مع عدد من الصحفيين السوريين

وأكد السيد أوك بأنه لا يوجد أي ترحيل للسوريين حتى ولو لم يكن معهم بطاقة حماية مؤقتة “كيمليك”، باستثناء أولئك الذين يسببون المشاكل ولا يلتزمون بالقوانين.

وختاماً دعا أوك السوريين إلى الالتزام بالتعليمات والقوانين، والحذر من الفتن في هذه الفترة، والابتعاد قدر المستطاع عن الجدال والمشاحنة، والتعامل بحكمة عالية مع منشورات التواصل الاجتماعي التي تحاول زرع الفتن بين السوريين والأتراك.

أكبر عدد من اللاجئين

ويذكر بأن تركيا تستضيف خمسة ملايين لاجئ من كل أنحاء العالم، بينهم 3.5 مليون من السوريين لوحدهم، وهذا هو العدد الأكبر من اللاجئين السوريين بالنسبة للدول التي استضافت السوريين منذ اندلاع الثورة سنة 2011.

ويتمتع اللاجئون السوريون على الأراضي التركية بأوضاع معيشية جيدة سواءً في المخيمات أو داخل المدن، وذلك مقارنة بالأوضاع المأساوية للاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن اللتين تليان تركيا في الترتيب من حيث عدد اللاجئين السوريين.

كما بدأت السلطات التركية مؤخراً بمنح حق الحصول على الجنسية السورية للعديد من اللاجئين السوريين، وخاصة من حملة الشهادات الأكاديمية، وأصحاب رؤوس الأموال، وطلبة الجامعات، والحاصلين على تصاريح العمل.

كما شهدت تركيا ولادة 410 آلاف طفل سوري ولدوا على أراضيها خلال السنوات الـ 8 الماضية، فيما قدمت المستشفيات التركية خدمات صحية لنحو مليون ونصف المليون مواطن سوري مقيمين على أراضيها.

مدونة هادي العبد الله