تخطى إلى المحتوى

الأمم المتحدة تناشد العالم لوقف التصعيد في إدلب وإنقاذ للمدنيين

في ظل استمرار التصعيد الذي يقوم النظام السوري مدعوماً بحليفه الروسي على محافظة إدلب السورية والارياف المحيطة بها من باقي المحافظات المجاورة، يظل المدنيون هم أصحاب المعاناة الأكبر في هذا الصدد، وخاصة مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين مدني في ذلك النطاق الجغرافي الضيق.

وبالنظر إلى هذا الوضع الاستثنائي الحرج، قدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك” لأعضاء مجلس الأمن الدولي يوم أمس الثلاثاء إحاطة كاملة للوضع الإنساني الحرج في عموم أنحاء سوريا وفي إدلب على وجه الخصوص، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك إزاء هذا الأمر.

وقال لوكوك خلال إفادته في الجلسة المنعقدة حول قرارات المجلس السابقة ذات الصلة بالوضع الإنساني في سوريا ومدى تنفيذها: “أسبوع بعد أسبوع، شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، أطلعكم على المعاناة الإنسانية في سوريا، وناشدتكم مراراً حماية المدنيين، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، ضمان التزام الأطراف التزاما تاما باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

إقرأ أيضاً : في ظل استنكار دولي عام .. نتائج جلسة مجلس الأمن بخصوص إدلب

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك”

وأضاف بقوله: “مراراً وتكراراً، أعود هنا لأخبركم بأحدث أعمال الرعب الذي يواجه المدنيين، وفشل الأطراف في تنفيذ التزاماتها الأساسية، وأكرر دعوتي مرة أخرى اليوم إلى ضرورة تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح وإنهاء القتال، حيث يستمر القتال بلا هوادة على الرغم من جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

وتابع قائلاً بعد عرضه لعدد القتلى الكبير من المدنيين السوريين في مناطق إدلب وريف حماة: “هناك سبب وجيه للقلق، ففي 20 حزيران يونيو أصيبت سيارة إسعاف تنقل امرأة مصابة في معرة النعمان بريف إدلب، مما أدى إلى مقتلها وقتل ثلاثة من الأطباء، يجب أن نرى نهاية لهذه الهجمات على العاملين في المجال الطبي”.

كما تطرق لوكوك في إفادته بالحديث عن الوضع الإنساني في مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية، وقال في هذا الصدد إن أكثر من 270 ألف شخص لا يزالون بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في تلك المنطقة.

وأشار في نهاية حديثه إلى أن الأمم المتحدة لازالت تنتظر رداً من النظام السوري علي طلب قدمته في التاسع من الشهر الماضي لتسيير قافلة إنسانية الى مخيم الركبان، ولكن لا جواب حتى الآن.

الدفاع المدني يقوم بانتشال ضحايا القصف من تحت الأنقاض

تعنُّت روســي

أما روسيا، فقد رفضت كعادتها كل الاتهامات الموجهة إليها وإلى النظام السوري بمسؤوليتهما المباشرة عن التصعيد في محافظة إدلب السورية، داعية للتأكد من صحة التقارير عن الأوضاع الميدانية هناك، في محاولة جديدة منها للالتفاف على المجتمع الدولي وتبرئة نفسها من المجازر والانتهاكات التي ترتكبها يومياً بحق المدنيين.

حيث يقوم النظام السوري بدعم عسكري وسياسي من روسيا بحملة تصعيد عسكري مكثف ضد محافظة إدلب السورية ومحيطها في محاولة منه لاستعادتها من قبضة الفصائل الثورية التي تعتبر إدلب آخر معاقلها في البلاد.

وقد تسبب هذا التصعيد العدواني منذ أواخر شهر نيسان الماضي بسقوط أكثر من 800 قتيل وتشريد أكثر من نصف مليون مدني من مناطقهم، إضافة إلى دمار كبير وقصف ممنهج يستهدف البنى التحتية والمرفق الحيوية والتجمعات السكانية.

مدونة هادي العبد الله