تخطى إلى المحتوى

المندوب الأمريكي يصعد من لهجته ضد روسيا ويحذر من حلب ثانية

في ظل تصاعد الإدانات الدولية ضد تصعيد كل من النظام السوري و”ضامنه” الروسي على محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها فصائل الثورة، صرح المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة يوم أمس بتصريحات شـ.ديدة اللهجة ضد روسيا نفسها محملاً إياها مسؤولية ما يجري في إدلب اليوم.

حيث اتهم المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة “جوناثان كوهين” روسيا بالانتهاك المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه سابقاً في “سوتشي” بأيلول سبتمبر الماضي، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي يوم أمس.

وقال السفير الأمريكي في إفادته لأعضاء المجلس: “لن نقبل أية محاولة من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه لاستخدام الوسائل العسكرية في إدلب أو في أي مكان آخر لتقويض جهود المبعوث الخاص (جير بيدرسن) أو التحايل عليها”.

وتابع كوهين بقوله: “مصير العملية السياسية للأمم المتحدة وملايين الأرواح المدنية متوقف على ما إذا كان النظام أو روسيا سيعملان مع تركيا لوقف المزيد من الهجمات في شمال غربي سوريا، والعودة على الفور إلى خطوط وقف إطلاق النار المتفق عليها في اتفاقية سوتشي لعام 2018”.

إقرأ أيضاً : الأمم المتحدة تناشد العالم لوقف التصعيد في إدلب وإنقاذ للمدنيين

وأضاف: “روسيا قدمت مراراً وتكراراً ضمانات لدعم وقف إطلاق النار، ومع ذلك فقد تم بشكل متكرر كسر هذه التأكيدات وتجاهلها”.

وأكد كوهين على أن “العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المنتدى الشرعي الوحيد المعترف به دولياً لإيجاد حل سياسي دائم وشامل وسلمي للنزاع في سوريا”.

المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة “جوناثان كوهين”

وأشار إلى أن “تصعيد النظام للهجمات على المناطق والمرافق والجهات الفاعلة الإنسانية، بما في ذلك هجوم أمس على سيارة إسعاف تقل متطوعين من ذوي الخوذ البيضاء، يدل على أن نظام الأسد لا يزال يعتقد أن القوة ستجعل من حل النزاع ممكناً”.

وقال أيضاً: “حان الوقت لكي يشجع هذا المجلس المبعوث الخاص بيدرسن على تجربة طرق أخرى لتحقيق الحل السياسي، من خلال التركيز على الاستعداد للانتخابات في جميع أنحاء البلاد بمشاركة ما يقدر بنحو 5 ملايين لاجئ سوري ومراقبة الأمم المتحدة، عن طريق تأمين إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد”.

حلب أُخرى!

وحذر كوهين من أن “تتحول إدلب إلي حلب أخرى”، مضيفاً بأن هناك مسارين أمام ما يجري في إدلب، الأول هو “دموي ومألوف للأسف وسينتج عنه فرار – ربما مئات الآلاف – من الناس باتجاه الشمال إلى تركيا، أو غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط”.

أما المسار الثاني فيتمثل في “حماية إدلب وسكانها المدنيين البالغ عددهم 3 ملايين نسمة محميون بوقف دائم لإطلاق النار تم الاتفاق عليه بين الطرفين على أرض الواقع، وتم تأييده بالإجماع من مجلس الأمن”.

الدفاع المدني ينتشل ضحايا القصف من تحت الأنقاض

هذا ويستمر النظام الأسدي وحليفه الروسي بتصعيدهم العدواني على محافظة إدلب ومحيطها منذ أواخر شهر نيسان أبريل حتى اليوم، موقعين مئات الضحايا بين المدنيين، ومستهدفين بشكل متعمد وممنهج جميع المرافق الحيوية والتجمعات السكانية في المنطقة.

وقد تسبب هذا التصعيد بنزوح أكثر من نصف مليون مدني من مناطق القصف إلى جهات مجهولة، بينما لجأ العديد منهم إلى الحقول القريبة والغابات هرباً بأرواحهم من القصف ومن تقدم محتمل لقوات النظام وميليشياته.

مدونة هادي العبد الله