ليس جديداً عزل نظام الأسد تباعاً لشخصيات عديدة من قيادات الصف الأول في جيشه وأجهزته الأمنية ومؤسساته المختلفة، إنما الجديد دائماً هو في الأسباب التي تؤدي لمثل هذا العزل، وجهات النفوذ التي تقف وراءه أيضاً.
إذ عزلت قيادة جيش النظام اللواء “محمد عبد العزيز ديب” رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حماة من منصبه وذلك بقرار روسي كما أكدت العديد من المصادر.
وعين النظام عوضاً عنه اللواء “رمضان رمضان” المعروف بولائه الكامل للروس، وسط تضارب الأنباء عن سبب العزل المفاجئ للواء ديب.
إقرأ أيضاً : روسيا تقوم بإجراء تغييرات في أعلى المناصب الأمنية الهامة لدى النظام
ورجحت الفرضية الأولى، أن يكون سبب عزل ديب من رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية في حماة، هو ولائه الكامل والمطلق للإيرانيين، الذين تسعى روسيا لبتر نفوذهم في سوريا بشكل كامل.
أما الفرضية الثانية فقد رأت بأن القرار الصادر من الروس بعزل ديب يرجع إلى انتصارات الفصائل الثورية في معارك حماة، والفشل الذريع لقادة النظام العسكريين والأمنيين في إحراز أي تقدم على جبهات ريف حماة منذ أكثر من شهر.
يشار إلى أن اللواء محمد ديب المنحدر من قرية خربة الحمام في ريف حمص الغربي، معروف بدعمه لعصابات طائفية في محافظتي حمص وحماة، وولائه للنظام الطائفي في إيران والذي تسبب في مقتل وتشريد الآلاف من السوريين.
سباق نفوذ
هذا وتشهد أجهزة ومؤسسات النظام حرباً داخلية باردة – وأحياناً ساخنة – بانقسامها بين معسكر مؤيد لروسيا، ومعسكر مؤيد لإيران، بينما تسعى روسيا بكل قوتها للحد من النفوذ الإيراني داخل مؤسسات النظام وإنهائه تماماً، خدمة لتوافقاتها الإقليمية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تمخضت قمة القدس الثلاثية التي انعقدت أواخر الشهر الماضي عن اتفاق غير واضح المعالم بين كل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل يقضي بالقضاء على التواجد الإيراني في سوريا بشكل كامل.