في ظل التجهيزات التي تجري مؤخراً من قبل الجيش التركي بهدف تحرير الشمال السوري بالكامل من أيدي ميليشيا “قسد” المعادية لتركيا وللثورة السورية، يجري التنسيق على أعلى مستوى بين الجيش التركي وفصائل الثوار العاملة في الشمال السوري تحت راية “الجيش الوطني”.
فقد طلبت تركيا من فصائل الجيش السوري الوطني الاستعداد لعمل عسكري مرتقب في مدينة “منبج” الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد” المدعومة أميركياً في ريف حلب الشرقي، كما قامت تركيا بإرسال قوات استكشافية خاصة إلى مناطق قرب مدينة “تل أبيض” التابعة لمحافظة الرقة في شمال شرق سوريا.
وأوضحت بعض المصادر بأن الطلب التركي بالاستعداد لعمل قريب في منبج جاء من خلال اجتماع عسكري جرى في تركيا قبل يومين، جمع قيادات من الفصائل المنضوية في الجيش الوطني بضباط أتراك رفيعي المستوى، وقد أبلغ الجانب التركي قيادات الفصائل بتجهيز قوائم عناصر الفصائل التي ستشارك في العمل العسكري، مبيناً أن الفصائل أعدت القوائم، وطلبت من المشاركين الاستعداد للتحرك نحو منبج.
إقرأ أيضاً : الرئيس التركي متحدثاً عن عمليات مرتقبة شرق الفرات والمنطقة الآمنة
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش التركي أرسل قوات استكشافية خاصة إلى مناطق قرب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، إضافة إلى إزالة قسم من الجدار المحاذي للمدينة على الحدود السورية التركية، الأمر الذي فسره محللون بأنه إشارة لاقتراب العملية العـسكرية التي تخطـط تركيا لتنفيذها ضـد ميليشيات “قسد” التي تسيطر على المدينة.
كما واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، في ظل تأكيدات تركية باقتراب شن عملية عسكرية على المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “قسد” شرق الفرات وفي مدينة تل رفعت شمال حلب.
تعزيزات مستمرة
ونقلت وسائل إعلام تركية بأن دفعات جديدة من الآليات العسكرية وصلت إلى ولايات شانلي أورفا وهاتاي وغازي عينتاب المتاخمة للأراضي السورية بهدف تعزيز قدرات الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود، كما تتزامن هذه التحركات مع تحليق مكثف لطائرات مسيرة أمريكية على طول الحدود في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الكردية الانفصالية.
وتعزز تركيا بصورة دائمة مواقعها العسكرية على الحدود مع سوريا، حيث تدعم قواتها فصائل الجيش الوطني السوري التي سيطرت على مناطق واسعة بريف حلب، عبر عمليتي “درع الفرات وغصن الزيتون” التي دعمتها تركيا خلال العامين الماضيين.