تخطى إلى المحتوى

صاحب مطعم سوري في إسطنبول يبدع في إظهار الكرم والمحبة (فيديو)

وسط كل المحن المحيقة بالسوريين في كل مكان، لا بد في كل حين وآخر من ظهور بادرة من بوادر الأمل والمحبة، لكي تثبت لنا الأقدار بأن الأمل لا زال موجوداً، وأن طيبة القلوب لم تختفِ من هذا العالم، والأهم من كل ذلك … أن الشعب السوري شعب أصيل كريم رفيع الأخلاق والمنبت، بعكس ما يحاول البعض نشره.

“أبو عرب” رجل سوري يملك مطعماً شعبياً بسيطاً في أحد أحياء إسطنبول، افتتحه بعد أن اضطر للنزوح من سوريا والتوجه إلى تركيا، ويروي أبو عرب كيف أنه مر بأيام صعبة بحيث لم يعد معه ثمن “صندويشة” واحدة يسد بها رمقه.

إقرأ أيضاً : شاب سوري ينال إعجاب الشارع التركي والإعلام عبر فيديو قام بنشره

وبعد أن تحسنت ظروفه قليلاً وتمكن من افتتاح مطعمه البسيط والصغير، صمم أبو عرب على مساعدة الناس بعد أن أحس بآلامهم، فكان يتسامح في الأسعار مع زبائنه السوريين البسطاء الذين فر معظمهم من الحرب وهم لا يملكون شيئاً، ويعلمون ليل نهار في أي عمل ممكن بتركيا ليؤمنوا متطلبات معيشتهم الصعبة.

بل إن الأمر تطور مع أبي عرب، بحيث بات يمنح الطعم مجاناً لمن لا يملك ثمنه، وهو الأمر الذي أوحى إليه فيما بعد بإطلاق حملة “كول وطعميني” والتي ارفقها بشعار “ما معك حقا مسامح”، والذي طبعه بحروف كبيرة على لوحة مطعمه المتواضع، بحيث يوزع أكثر من 400 صندويشة يومياً بشكل مجاني، ويخصص لديه صندوقاً خاصاً يدخر فيه ما يسمح له بإطعام المحتاجين.

ضمير مرتاح وسعادة مطلقة

وأكد أبو عرب بأنه – رغم كرمه الزائد في توزيع الطعام على الناس – لم يشعر يوماً بالفاقة أو العوز، حيث قال: “لم أنم ليلة واحدة إلا وأنا مجبور الخاطر وقد رزقني الله تعالى من حيث لا أدري، لم أنم يوماً إلا وأنا رابح من مطعمي وسعيد ومرتاح”.

وقال أبو عرب: “يجب أن نحس ببعضنا البعض، وخاصة ونحن في هذه الظروف الصعبة، للأسف أكلنا بعضنا وأكلتنا كل الناس، ونحن لم نشعر بمعاناة بعضنا حتى الآن”.

مدونة هادي العبد الله