تخطى إلى المحتوى

كاتب تركي يكشف مصير النقاط التركية في خال سيطرة الاسد على خان شيخون

في سياق الأحداث الأخيرة المتصاعدة في إدلب ومحيطها منذ خرق الهدنة على يد نظام الأسد، تحدث الكاتب التركي “عمر أوزكيزلجيك” عن السيناريوهات المحتملة لمصير نقاط المراقبة التركية في المنطقة، وخاصة مع تقدم قوات الأسد وحلفاءه بشكل غير مسبوق.

وقال الكاتب في سياق مقالة كتبها ضمن موقع “ترك برس” بأن روسيا تهدف من خلال التصعيد لفرض شروط معينة على تركيا والمعارضة السورية بصدد عملية تشكيل اللجنة الدستورية التي لم يكن من الممكن الانتهاء منها في قمة أستانا الأخيرة.

وقال أوزكيزلجيك: “إذا نجح النظام في الاستيلاء على خان شيخون، فسيهدد بحصار نقطة المراقبة التركية في مورك، حتى إذا كانت تركيا وروسيا تريدان تجنب تصعيد مباشر، فإن نظام الأسد يتقدم نحو حل عسكري يعتقد أنه لا يمكن أن يحدث إلا إذا انسحبت تركيا من إدلب، لذلك يجب على تركيا أن تقرر مصير نقطة المراقبة ومعها مصير إدلب”.

وأشار الكاتب إلى أن تركيا تملك إزاء هذا التصعيد أربع خيارات: إما الانسحاب أو التصعيد أو التراجع أو منع الحصار، وسيكون لكل من هذه الخيارات آثاره ومخاطره.

إقرأ أيضاً : فعاليات شعبية وثورية في “خان شيخون” تطالب تركيا بالتدخل لإيقاف التصعيد بشكل فوري (فيديو)

وقال أوزكيزلجيك مستطرداً: “الانسحاب من نقطة مراقبة واحدة لمنع حصارها، سيفتح الطريق أمام نظام الأسد لفعل الشيء نفسه مع باقي النقاط الأخرى، مما سيجعل نقطة المراقبة بلا معنى وبالتالي تقويض الدور التركي في إدلب والمنطقة”.

وأكمل الكاتب مفصلاً في هذا الخيار: “سيشكل الانسحاب من نقطة مراقبة تركية سابقة تؤثر في استراتيجية الردع التركية بأكملها، والتي تعد مهمة للسياسة الخارجية التركية من شرق البحر المتوسط إلى شمال العراق، وفي حين أن انسحاب القوات التركية قد يكون الهدف الرئيسي لنظام الأسد، فإن الآثار المترتبة على إدلب والمنطقة ستكون مكلفة للغاية بالنسبة لتركيا، لذلك يبدو بأن هذا الخيار هو الأقل احتمالا”.

قوات تركية قرب إدلب

وتابع أوزكيزلجيك بقوله: “الخيار الثاني لتركيا هو التصعيد المباشر بمواجهة القوات البرية لنظام الأسد برد قاس لمنع النظام من محاولة محاصرة نقطة المراقبة التركية، ستحتاج تركيا إلى إعلان خط أحمر فوق خان شيخون وضرب النظام مباشرة في حال فكر بالمضي قدماً”.

ماذا عن الخيارات الأخرى؟

وقال الكاتب متابعاً في هذا الخيار الثاني: “لقد أظهرت التجارب السابقة بأن النظام يفهم لغة العنف، فقد توقفت هجمات النظام على نقطة المراقبة التركية في شير مغار، والتي هدف النظام من خلالها إلى إجبار تركيا على الانسحاب، بعد أن ردت تركيا بقوة انتقاما من النظام”.

أما الخيار الثالث بحسب تحليل أوزكيزلجيك، فهو التفاوض على خط جديد للتراجع مع روسيا وسحب نقاط المراقبة إلى الشمال، ومع ذلك فإن مثل هذه الخطوة لا تعني فقط تسليم الأراضي الأساسية إلى محور النظام، ولكن من شأنها تأجيل معالجة معضلة نقاط المراقبة التي تضعف اليد التركية لفترة أخرى.

وكخيار رابع، يمكن أن تعمل تركيا على منع حصار نقطة المراقبة من خلال إمداد فصائل الثورة السورية على نطاق واسع، وفي هذه الحالة فإن الموقف التركي في إدلب سيستمر كما هو.
وختم الكاتب بقوله: “لكن ماذا لو فشلت المعارضة السورية؟ فبدون خطة احتياطية أو دعم واسع لضمان وقف تقدم النظام، قد يتعرض الجنود الأتراك لخطر الوقوع في حصار، ففي هذه الحالة، فإن أزمة جديدة حول دور تركيا في سوريا ستصبح حتمية”.

مدونة هادي العبد الله