تخطى إلى المحتوى

قصرنا بواجبكم! هادي العبد الله يروي قصته مع أحد النازحين

تستمر أزمة الأعداد الكبيرة من نازحي مناطق التماس في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي بالتفاقم مع استمرار تقدم النظام وحلفاءه من جهة، ومع ضعف الدعم الإنساني المقدم إليهم من جهة أخرى، بما ينذر تباعاً بتحول الأمر إلى كـ.ارثة إنسانية حقيقية.

وما يزيد الأمر تعقيداً هو اضطرار معظم عائلات النازحين للجوء إلى البساتين والحقول والغابات القريبة للإقامة فيها، مع تعذر إيجادهم لمسكن نظامي مؤقت بسبب ندرة المساكن المتوافرة وارتفاع أسعار إيجاراتها، الأمر الذي اضطرهم لنصب خيم مرتجلة من الأغطية تحت أشجار الحقول والغابات.

عائلات كتلك، تعيش منذ أكثر من ثلاثة أشهر ضمن ظروف أقل ما يمكن أن توصف به بأنها لا إنسانية! مع افتقارهم لأدنى درجات الخصوصية والأمان والخدمات الأساسية، ومع مستقبلهم المجهول الذي ينتظرون انجلاء تفاصيله مع المحاصصات السياسية القادمة.

نازحون تحت أشجار الزيتون

إقرأ أيضاً : بعد خسائره في ريف حماة وإدلب نظام الأسد يصدر قائمة مطلوبين للاحتياط

وفي هذا الصدد، كتب “هادي العبد الله منشوراً يصف فيه الحال المؤسف لأولئك النازحين ويدعو للتعاطف معهم ومد يد العون إليهم، مبيناً في الوقت ذاته مدى أصالة أولئك النازحين وكونهم أبناء عز وشهامة ونخوة بالرغم من كل مصابهم الجلل.

وقال العبد الله في منشوره: “مبارحة طلعت صورت تقرير عن حال النازحين اللي عايشين تحت شجر الزيتون، وقت انتهينا من التصوير مع مجموعة من الأطفال ولازم نطلع من المنطقة، إجى والد الأطفال وقلنا ما تواخذونا أمانة قصرنا بواجبكن وضيافتكن”.

وتابع بقوله: “تخيّلوا، تذكّر واجب الضيافة وهو تحت شجرة زيتون وما عندو حتى خيمة! هدول الناس اللي اضطروا ينزحوا حمايةً لأطفالهم هنن أهل كرم وجود، أجبرتهن الظروف يتركوا بيوتهم وينزحوا، ساعدوهم وأكرموهم أكرمكم الله”.

أزمة حقيقية

وفي السياق ذاته، قال فريق “منسقو الاستجابة” في شمال سوريا في تقرير سابق له بأن النازحين في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، يتعرضون للاستغلال من قبل منظمات إغاثية وأفراد، حيث رصد الفريق 13 نقطة بالمحافظتين تتلقى أموال من قبل المنظمات الإغاثية لقاء تقديم مساعدات إنسانية للنازحين.

وكان فريق منسقو الاستجابة قد صرح بأن الحملة العسكرية لروسيا وقوات النظام السوري، والقصف المكثف على المدن والبلدات في الشمال السوري، تسبب بنزوح أكثر من نصف مليون إنسان، بينما لا يزال العدد بازدياد بعد التقدم الأخير لنظام الأسد في ريف حماة الشمالي وسيطرته على عدد كبير من المدن والبلدات فيه.

مدونة هادي العبد الله