تخطى إلى المحتوى

أسباب اهتمام الاحتلال الروسي بمدينة خان شيخون بشكل كبير

تتوالى مظاهر العناية الخاصة الغريبة والاهتمام الزائد من قبل الاحتلال الروسي ونظام الأسد بمدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، والتي قاموا باحتلالها منتصف الشهر الماضي بعد محاولات مستمـ.يتة كبدتهم خسائر كبيرة .

ومن مظاهر هذا الاهتمام الزائد، تلك الزيارات المتكررة والمتتالية للعديد من الشخصيات الهامة لدى نظام الأسد، خدمياً وحزبياً وسياسياً، ومن أبرزهم “بثينة شعبان” مستشارة رأس النظام السوري، بالإضافة لرئيس مركز المصالحة الروسية، ومحافظ حماة، ومسؤولي حزب البعث ووزارة الدفاع.

كما سارع نظام الأسد لتجهيز الطرقات الرئيسية في المدينة وصيانتها وتمهيدها، إضافة لإعادة تفعيل الدوائر الحكومية ونقل بعض ضباط الشرطة للمدينة، وكل ذلك خلال مدة قياسيّة إذا ما قيست ببعض الخدمات البسيطة المقدّمة في كل من درعا والغوطتين وريف حمص الشمالي، التي سيطر عليها جميعاً خلال العام الماضي.

وعن أهمية خان شيخون بالنسبة لروسيا ونظام الأسد، يقول الناشط الاعلامي “عثمان قطيني”: “تعتبر مدينة خان شيخون عقدة ربط هامة على الطريق الدولي الذي يصل دمشق بحلب، بالإضافة إلى أنها تربط طريق حلب دمشق بطريق حلب اللاذقية والذي من الممكن استخدامه كطريق بين حلب ودمشق بدلاً من الطريق الرئيسي، نظراً لصعوبة استخدام الاخير في المدى القريب”.

وتابع قطيني قائلاً: “تعتبر مدينة خان شيخون من أغنى المدن السورية زراعياً وتجارياً، وأغلب أهالي المدينة لم يُخرجوا ممتلكاتهم وقيمتها لا يُستهان بها، كوْن المدينة تعتبر مركزاً تجاريا للسيارات وقطعها والقطع الصناعية، بالإضافة للمحاصيل الزراعية والفستق الحلبي، ولذلك لها أهمية اقتصادية كبيرة جداً”.

إقرأ أيضاً: قناة إيطالية تبث مسرحية كاذبة من خان شيخون أبطالها شبيحة الأسد (فيديو)

وأشار قطيني إلى أن القوات الروسية سمحت لعناصر ميليشيات الأسد بسرقة ممتلكات أهالي المدينة وتعفيشها، وبدأوا بأثاث المنازل لينتقلوا فيما بعد بالمعدات الصناعية والمواد الأكثر قيمة.

هذا وقد أفادت مصادر مطلعة، بأن روسيا تدرس امكانية الاستغناء عن طريق حلب اللاذقية المارّ عبر مدينة أريحا، واستبداله بطريق حلب اللاذقية المارّ بمدينة خان شيخون فالسقيلبية ثم بيت ياشوط واللاذقية، كوْنه أكثر أماناً وأكثر قابلية للتطبيق المباشر حالياً.

أحد عناصر الجيش الروسي في خان شيخون

كما تعتبر مدينة خان شيخون صلة وصل بين أهم المدن والمحافظات السورية، وهي بوابة بين ادلب وحماة، بالإضافة لربطها طريق حلب دمشق بالبلدات والمدن التي تقع غربها حتى الساحل السوري، وكذلك وصلها لمدن ريف حماة الشمالي والغربي.

وقد كثُر الحديث مؤخراً عن تجهير مدينة خان شيخون لتكون مركزاً لمحافظة ادلب في المستقبل، ولهذا السبب تم نقل عشرات ضباط الشرطة إلى المدينة بالإضافة لتجهيز الطرقات والدوائر الحكومية اللازمة، بالتزامن مع زيارة بعض المسؤولين السياسيين والخدميين.

من جهته رأى النقيب “مصطفى معراتي” المتحدث الرسمي لـ “جيش العزة” بأن لمدينة خان شيخون أهمية استراتيجية وجغرافية جعلت مسؤول المصالحة الروسية يندهش من هذه المدينة، بالإضافة إلى أنها كانت مُنطلق أغلب العمليات العسكرية ضد نظام الأسد بتلك المنطقة.

مجـ.زرة الكيماوي

وأضاف معراتي قائلاً: “لقد لقّنت هذه المدينة وبالتشارك مع ثوار باقي المناطق دروساً قاسية للنظام في السابق، ولذلك شنً كامل غضبه عليها وبكافة الأسلحة والذخائر حتى الكيماوية، وتُشرف المدينة على تلال وطرق ذات أهمية كبيرة خلال العمليات العسكرية، ولذلك اهتموا كثيراً بنبأ السيطرة عليها”.

وكان نظام الأسد قد ارتكب مجزرةً بالسلاح الكيماوي في المدينة بنيسان أبريل 2017، راح ضحيتها العشرات، وحسب بعض النشطاء، فقد عمل نظام الأسد وحليفه الروسي على طمس معالم جريمتهم التي ارتكبوها في خان شيخون بعد احتلالهم لها، وذلك بتزفيت طرقات المدينة مكان سقوط الصواريخ المحمّلة بالغازات السامة، حسب كلام النشطاء.

مدونة هادي العبد الله