تخطى إلى المحتوى

تطورات ملف المنطقة الآمنة بعد الخلاف التركي الأمريكي

مع ازدياد عمق الخلاف بين الجانبين التركي والأمريكي حول المنطقة الآمنة المراد إنشاؤها شمال شرق سوريا، يبدو بأن الاتفاق التركي الأمريكي في هذا الشأن قد دخل نفقاً مظلماً أو مرحلة ضبابية، وسط تصريحات متناقضة من الجانبين.

وكان الاتفاق قد دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الماضي بعد سلسلة من المحادثات المكوكية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، بإنشاء غرفة عمليات مشتركة في جنوب تركيا، وإجراء طلعات جوية مشتركة، إضافة لدوريات برية مشتركة مؤخراً.

إلا أن الجانب التركي سرعان ما بدأ يحتج على ما أسماه بـ “السياسة المراوغة” من جانب الولايات المتحدة إزاء اتفاق المنطقة الآمنة، مع غموض الجانب الأمريكي حيال مصير الميليشيات الكردية الانفصالية في المنطقة، وحول عمق المنطقة نفسها وطبيعة الجهة التي سوف تديرها وتشرف عليها.

إقرأ أيضاً : أردوغان يرسل تحذيراً لنظام الأسد وجيشه .. سيكون الرد قاسياً

حيث يصر الجانب التركي على أن يتراوح عمق المنطقة الآمنة بين 30 و40 كيلومتراً، تضمن بها تقييد الميليشيات الكردية، على اعتبار أن جزءاً كبيراً من تلك المنطقة سيقام في مناطق نفوذها، بينما تعارض الولايات المتحدة الأمريكية أن تمتد المنطقة الآمنة على كل تلك المساحة، دون أن تعلن عن موقف نهائي من عمقها، أو تصور معلن لامتدادها.

ورغم الخلاف الأمريكي التركي حول هذه التفصيل، اتخذ الطرفان خطوات مشتركة لتسريع إقامة المنطقة الآمنة، وتوصلا مطلع الشهر الماضي لاتفاق مشترك، تلاه انشاء البنية التحتية لمركز العمليات في ولاية “شانلي أورفا” التركية، الخاص بإدارة المنطقة الآمنة في الشمال السوري.

دورية تركية أمريكية على الحدود السورية

وتجلت أولى التطمينات الأمريكية لتركيا في تدمير الميليشيات الكردية للتحصينات العسكرية في نطاق المنطقة الآمنة بإشراف التحالف الدولي، الأمر الذي تم بعد 24 ساعة من الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأمريكي بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

وتبع تلك الخطوات خطوات أخرى لتنفيذ الاتفاق بتسيير دوريات مشتركة بين القوات الأمريكية والقوات التركية في حدود المنطقة الآمنة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، وسارت الدورية المشتركة بين قريتي “الحشيشة” و”نص تل” شرق مدينة “تل أبيض”.

تنسيق مشترك، أم مراوغة؟

وقد سبق تسيير الدورية الأولى ثلاث طلعات جوية مشتركة بين المروحيات التركية والأمريكية في أجواء شمال شرق سوريا، قبل أن تنفذ القوات المشتركة طلعة رابعة في 12 أيلول سبتمبر الجاري، حيث أقلعت الطائرات من مركز العمليات المشتركة في قضاء “أقجة قلعة” بولاية شانلي أورفة التركية.

إلا أن القلق التركي ظهر في تصريحات المسؤولين من الخطوات “الشكلية” المتخذة من قبل واشنطن، بحسب وصف وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، بينما اعتبر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن مفهوم الأمريكيين للمنطقة الآمنة لا يلبي التطلعات التركية، وواصفاً ذلك بأنه يتحول إلى “سياسة مراوغة”.

وأضاف أردوغان: “لا يمكننا أن نفهم ما إذا كانت سياسة المماطلة هذه بمثابة نوع من الاختبار لصبرنا، نجد صعوبة في فهم ذلك، ولكن بصراحة صبرنا بدأ ينفذ، إذ سيتعين علينا تدارك الوضع بأنفسنا”، واتهم واشنطن بالسعي لتأسيس منطقة آمنة لمصلحة الارهابيين، مؤكدًا رفض بلاده لهذا الأمر رفضاً قاطعاً.

مدونة هادي العبد الله