تخطى إلى المحتوى

صحيفة أمريكية : قيصر الذي كشف الأسد يسأل لم العالم صامت!

ضمن مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قال الكاتب “جوش روغن” بأن المواطن السوري لا زال يقف أمام المجتمع الدولي ويتساءل عن صمته المريب، بالرغم من انكشاف الممارسات الوحـ,شية لنظام الأسد، وخاصة بعد تسريبات “قيصر” المشهورة لضـ.حايا المسـ.الخ البشرية لدى النظام.

ويضيف الكاتب بأن قيصر – وهو اسم حركيّ للعنصر المنشق عن النظام والذي قام بتسريب الصور – قد خاطر بنفسه وأحضر معه عدداً كبيراً من الأدلة على ارتكاب فـ.ظائع جماعية في معتـ.قلات نظام الأسد، والآن يتساءل قيصر نفسه بعد خمس سنوات: لماذا لم يفعل المجتمع الدولي شيئا لوقف ذبـ.ح الأسد للأبرياء؟

وقد قدم قيصر أكثر من 55 ألف صورة لرجال ونساء وأطفال تعرضوا للتـ.عذيب حتى الموت في سجون الأسد، وهو ما أكده مكتب التحقيقات الفدرالي كدليل حقيقي على تعـ.ذيب وتجـ.ويع وقـ.تل أكثر من 11 ألف مدني رهن الاحتجاز في سوريا.

ويضيف روغن بأنه قد تم عرض الصور في جميع أنحاء العالم، وأنه في عام 2014 تم الاستماع إلى شهادة قيصر أمام الكونغرس الأميركي، حيث حذر الولايات المتحدة من أن هناك أكثر من 150 ألف معتقل في سجون نظام الأسد، وجميعهم محتجزون في ظروف لا إنسانية ويعانون من التـ.عذيب والتجويع والمعاملة الوحـ.شية.

إقرأ أيضاً : قانون قيصر ينهي آمال الأسد وداعميه بإعادته للمشهد الدولي

وقال الكاتب الأمريكي بان قيصر لم يعد الآن في عام 2019 مجرد صوت لهؤلاء المعـ.تقلين الأبرياء فحسب، بل هو واحد من آخر الشخصيات المتبقية في الثورة السورية، والتي تكافح من أجل البقاء والاهتمام الدولي.

وأضاف بأن قيصر قد أخبره أثناء مقابلة في واشنطن، بأن المجتمع الدولي قد هجر السوريين تماما، وأنه هجر المدنيين الذين لا حصر لهم، والذين قتلوا في الحرب التي عصفت بالبلاد لسنوات بسبب نظام الأسد.

ويشير روغن إلى أن قيصر – الذي يعيش في بلد غير معروف – كان قد ضحى بكل شيء لتهريب أدلة من سوريا، وأنه خاطر بحياته وبحياة كامل عائلته وعائلات العديدين الذين ساعدوه في هذا السياق.

ويقول الكاتب بأن الأدلة التي عرضها قيصر أثارت الصدمة والغضب في بادئ الأمر لدى الإدارة الأمريكية، وأن المسؤول المعني بجرائم الحرب في وزارة الخارجية الأميركية قال بأن أدلة “قيصر” قد أثبتت بأن نظام الأسد كان “أسوأ آلة للموت القاسي منذ عهد النازيين”.

وبذل قادة الكونغرس المزيد من الجهود ووعدوا باتخاذ إجراء حاسم في هذا الصدد، وتم عرض صور قيصر في العواصم الغربية على شاشات التلفزة وفي متحف الهولوكوست التذكاري وقاعات الأمم المتحدة، وكان لدى الشعب السوري أمل كبير وقتذاك، لكن شيئاً لم يحدث للأسف.

تجميد المحاسبة !

ويشير روغن إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما” كانت قد أنشأت مجلساً لمنع الفظائع في سوريا، لكنها لم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الفظائع الجماعية المستمرة، ولم تقم إدارة الرئيس الحالي “دونالد ترامب” بتمويل التحقيق بجرائم الحرب السورية إلا عندما أصبحت محرجة على العلن.

وختم الكاتب الأمريكي قوله بأن فريق قيصر قد بدأ سلسلة من الملاحقات القضائية المحلية في الدول الأوروبية مركزاً على صور الأوروبيين الأموات الذين عثر عليهم ضمن مجموعة الصور التي سرّبها قيصر، وتلك الحالات تظهر بعض الأمل، لكن في واشنطن لا يستطيع الكونغرس إصدار تشريع بسيط لمعاقبة نظام الأسد وشركائه في جرائم الحرب.

وكان الكونغرس الأمريكي قد قام في أواخر عام 2017 بإصدار مشروع قرار تم تسميته “قانون قيصر” لفرض حصار كامل على نظام الأسد وفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على كل المتعاونين معه، إلا أن المشروع تم تجميده بالرغم من موافقة أغلبية مجلس النواب عليه، بانتظار مصادقة كل من مجلس الشيوخ والرئيس الأمريكي نفسه.

مدونة هادي العبد الله