تخطى إلى المحتوى

مع التهالك الاقتصادي للنظام الأسدي روسيا تبدأ بالبحث عن بديل للأسد

أفادت دراستان صادرتان عن مراكز أبحاث أوروبية بأن روسيا قد بدأت فعلياً بالبحث عن بديل لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، وذلك في ظل الفـ.شل الاقتصادي التام للنظام تحت إدارته، وانعـ.دام أي مستقبل للنظام – بصورته الحالية – في ظل وجود هذا الشخص على رأس السلطة.

وأشارت الدراستان الصادرتان عن معهد “تشاتهام هاوس” البريطاني وفريق “سينابس سوريا” المُمَوَّل أوروبياً إلى اعتماد الأسد في بقائه كلياً على كل من روسيا وإيران في جميع النواحي بما فيها الناحية الاقتصادية، ورغم أن روسيا وإيران قد سيطرتا على مقدرات البلاد ولا تدعمان الأسد مجاناً بكل تأكيد، إلا أنهما لم تتمكنا من إنقاذه من ورطته الاقتصادية بالرغم من كل ذلك.

وأفاد الباحث “زكي محشي” – وهو أحد معدّي الدراسة في معهد تشاتهام هاوس – بأن انهيار الليرة السورية ليس مؤشراً على أزمة مالية مؤقتة، بل يعكس انهياراً كبيرا للأسس الاقتصادية، مضيفاً بأنه ومع بداية العام الماضي بلغت تقديرات إجمالي الأضرار الناجمة عن حرب النظام على الشعب السوري مقدار 428 مليار دولار، وهو ما يوازي ستة أضعاف الناتج المحلي في أيام ذروته في 2010.

إقرأ أيضاً: وزير الاحتلال الروسي متحدثاً عن مستقبل القوات الروسية في سوريا

بينما خسر الناتج المحلي 65 في المئة من قيمته في الفترة نفسها، وتراجعت الصادرات من 12 مليار دولار قبل الحرب، إلى 700 مليون خلال العام الماضي، وتوقعت الدراسة أن تسوء الأمور أكثر في حال بدأت الولايات المتحدة العمل بـقانون “قيصر” الذي يفرض عقوبات قاسية إضافية على النظام والمتعاملين معه.

أما فريق “سينابس سوريا” فقد قال ضمن دراسته بأن موسكو وطهران تتطلعان إلى تعويض ما تنفقانه في سوريا عن طريق وضع أيديهم على حصص مما تبقى من ثرواتها، مشيراً إلى أن “الدولة السورية” قد تلاشت وحكومة النظام متهاوية ومفلسة، ولا تمارس من أشكال الحكم إلا أكثره سطحية، وهي تلجأ إلى تمويل نفسها بطرق تدفع البلد نحو الهاوية.

وذكرت مصادر لدى الإدارة الأمريكية بأن روسيا تبدو وكأنها متعبة من تكاليف دعم الأسد، وأنها تسعى للإفادة من استثماراتها في سوريا بشكل عملي، الأمر الذي دفعها للضغط على الأسد ليقبل باللجنة الدستورية ولا يعرقل عملها.

البحث عن بديل

وقالت المصادر ذاتها بأن روسيا قد أدركت استحالة رفع العقوبات الغربية مع بقاء الأسد على رأس السلطة، لذلك تسعى لاستبداله بمُوَالٍ آخر لها، بهدف الإفراج عن الأموال الغربية، ما يطلق عجلة النمو الاقتصادي المتوقع مع إعادة الإعمار، ويفيد الشركات الروسية في الآن ذاته.

وكان وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” قد صرح مراراً بأن بلاده لا تتمسك في سوريا بنظامٍ أو أشخاص معينين، كما أقر رئيس حكومة نظام الأسد “عماد خميس” قبل أيام بحالة الانهيار الاقتصادي لدى النظام والعجز الكبير الذي وصلت إليه البلاد جرَّاء حرب نظامه على الشعب السوري.

مدونة هادي العبد الله