بعد أن التقى نظيره التركي في أنقرة يوم السبت الماضي، حذر وزير الداخلية الألماني “هورست زيهوفر” من موجة لجوء جديدة تفوق الموجة الضخمة التي تمت عام 2015، واستقبلت بموجبها القارة الأوربية مئات الآلاف من اللاجئين.
وقال زيهوفر لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية يوم أمس الأحد: “يتعين علينا تقديم مزيد من المساعدة لشركائنا الأوروبيين في الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. لقد تركناهم بمفردهم طويلا”، وتابع زيهوفر بقوله: “إذا لم نقم بذلك، سنعيش موجة لجوء مثل عام 2015 وربما أكبر مما كانت عليه قبل أربعة أعوام”.
وأشار زيهوفر إلى نية بلاده اتخاذ جميع الإجراءات لعدم تكرار هذا الأمر، وذلك بالتعاون مع رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة “أورسولا فون دير لاين” وقال بأن لديه الدعم التام من جانب المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” من أجل القيام بذلك.
إقرأ أيضاً : اليونان تعلن عن وصول أكبر عدد من المهاجرين خلال أسبوع منذ 2016
ويجري وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي مناقشات بشأن الهجرة في اجتماع سيعقد يوم غد الثلاثاء، وذلك بعد أيام من لقاء جمع زيهوفر والمفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ونائب الرئيس التركي “فؤاد أقطاي” لبحث أزمة اللاجئين واتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي حول استقبال اللاجئين.
وذكر تقرير داخلي للاتحاد الأوروبي مؤخراً، بأن أكثر من 46 ألف مهاجر ولاجئ قد وصلوا من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في الفترة من كانون الأول الماضي إلى أيلول سبتمبر الماضي.
وقد وصل إلى اليونان ما يزيد على تسعة آلاف شخص في شهر آب أغسطس الماضي، وهو العدد الأكبر خلال شهر واحد على مدى ثلاثة أعوام منذ أن بدأ الاتحادُ الأوروبي وتركيا بتنفيذ اتفاق لغلق ممر بحر إيجة أمام المهاجرين الغير شرعيين.
هل تستمر المساعدات؟
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق عام 2016 على منح تركيا ست مليارات يورو في شكل مساعدات، مقابل أن تمنع المهاجرين من عبور أراضيها إلى أوروبا، وقد دعت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” مؤخراً إلى ضرورة التأكد من حجم الأموال التي سددت إلى تركيا في هذا الصدد.
وفي تصريح صحفي لها في مقر المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل، قالت لاين: “هناك جدل حول المقدار الذي سدد إلى تركيا من الستة مليارات يورو المخصصة لدعم السوريين بتركيا في إطار اتفاق الهجرة، ويجب التأكد بصورة قطعية من مقدار المبلغ”.
وأشارت إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه مع تركيا بخصوص اللاجئين في آذار مارس عام 2016 هو اتفاق “مهم ومعقد”، وأنه ساهم بشكل كبير في خفض تدفق اللاجئين باتجاه أوروبا، وحول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، قالت لاين بأن على تركيا إظهار رغبة في الاقتراب من القيم الأوروبية وسيادة القانون.