تخطى إلى المحتوى

صحيفة كويتية تشيد بعملية نبع السلام وتبين حقيقة أهدافها للرأي العام العربي

نبع السلام

في سياق الأصداء العربية والدولية لعملية “نبع السلام” التي تقودها تركيا في شمال شرق سوريا، قالت صحيفة “القبس” الكويتية بأن هدف عملية نبع السلام التي بدأتها تركيا هو إبعاد عناصر الميليشيات الانفصالية عن حدودها، وإقامة منطقة آمنة بما يمكّن اللاجئين السوريين من العودة إلى وطنهم.

وأضافت الصحيفة بأن تركيا رأت منذ بدء موجات نزوح المدنيين السوريين بأن خير طريقة لحمايتهم ستكون بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، وعرضت الأمر على إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” منذ ربيع عام 2013، لكن الطلب قوبل في كل مرة بالتسويف والمراوغة والمماطلة.

ووفقاً للصحيفة، فإن تركيا تستفيد في حملتها العسكرية الحالية من خمس عوامل دولية وإقليمية، العامل الأول هو ميل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى الانسحاب من حروب أمريكا في الشرق الأوسط، وعملت على هذه الجزئية لإقناع ترامب بجدوى إقامة المنطقة الآمنة، لكن الرغبة التركية كانت تلقى معارضة قوية من قبل وزارتي الدفاع والخارجية.

وقد تلقفت تركيا لحظة تحرك الديموقراطيين بهدف عزل الرئيس الأمريكي، فبادرت الى تحريك قواتها والتحضير لبدء العملية مستفيدة من انشغال الرئيس ترامب بأزمته الداخلية مع الكونغرس والحزب الديمقراطي.

إقرأ أيضاً: مقال هام للباحث الكويتي عبد الله النفيسي حول عملية نبع السلام ومستقبل المنطقة

العامل الثاني يتمثل في وضع إيران الحالي، فبالرغم من معرفة القيادة التركية بأن إيران ترفض بشدة التدخل التركي كونه يصب في مصلحة المعارضة السورية التي ترفض فكرة بقاء نظام الأسد، فإن طهران التي تواجه ضغوطًا إقليمية ودولية كبيرة، جراء العقوبات الأمريكية والتوترات في الخليج، تميل الى تليين موقفها مع تركيا التي أعلنت رفضها للعقوبات.

العامل الثالث يتمثل في الموقف الروسي، فلا يختلف الموقف الروسي عن الموقف الإيراني، فموسكو التي تدعم الأسد لا ترغب بأي تطورات من شأنها تقوية المعارضة، لكنها لا ترغب في صدام مع تركيا قد يدفع الأخيرة إلى الحضن الأمريكي، وترى موسكو فائدة من العملية العسكرية التركية تتمثل في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإن كانت ستضعف النظام في المفاوضات المستقبلية مع المعارضة.

ورأت الصحيفة أنه لا يمكن استبعاد عامل الصفقات والعلاقات التجارية بين أنقرة وموسكو، لا سيما صفقة منظومة “إس 400” في التأثير في مواقف الرئيس “فلاديمير بوتين” وتأجيله صدامًا مع الرئيس “رجب طيب أردوغان”.

عوامل هامة وحاسمة

العامل الرابع هو معرفة تركيا بأن نظام الأسد يتبع السياسة الروسية، ومن ثم فإن التصريحات الصادرة عن دمشق لا يعتد بها ما دامت موسكو صاحبة القرار وتبدو متساهلة إزاء عزم أنقرة إقامة المنطقة الآمنة.

العامل الخامس هو غياب أي دور عربي مؤثر في سوريا يجعل من هذا البلد فريسة لكل أشكال التدخل الخارجي، ويضاف إلى ذلك غياب التأثير الأوروبي في سوريا والذي لا يتجاوز التصريحات المنددة.

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن مساء يوم الثلاثاء الماضي عن انطلاق عملية “نبع السلام” في مناطق شمال شرق سوريا بالاشتراك بين الجيشين التركي والوطني السوري، وذلك بهدف القضاء على الميليشيات الانفصالية، وفرض إقامة المنطقة الأمنة للسوريين.

مدونة هادي العبد الله