تخطى إلى المحتوى

مصدر عسكري يتحدث عن مستقبل إدلب وشرق الفرات بعد الاتفاق التركي الروسي الأخير

عقب الاتفاقية التركية الروسية الأخيرة التي تم توقيعها في سوتشي منذ قرابة أسبوع، صرح مصدر رفيع في “الجيش الوطني السوري” بأن المباحثات المطولة بين الطرفين الروسي والتركي جاءت نتيجة للأهداف المختلفة لكل منهما في المنطقة، ووجود العائق الأكبر لهما، والمتمثل بالتواجد العسكري الأمريكي والدعم الكبير المقدم من قِبَل الولايات المتحدة إلى ميليشيات “قسد” هناك.

وقال المصدر بأن تركيا قد سعت في المقام الأول لطرح أساس قانوني يتيح لها الدخول إلى منطقة شرق الفرات، فكانت “اتفاقية أضنة” الموقعة مع نظام الأسد الأب عام 1998 حاضرة وجاهزة، الأمر الذي جعلها المرتكز الشرعي الأول لدخول منطقة شمال شرقي سوريا.

وقال المصدر العسكري بأن تركيا – وحتى تتمكن من الوصول إلى العمق المنشود للمنطقة الآمنة بعمق 32 كيلومتراً – عملت على إضافة شريك شرعي آخر يستطيع أن يكون غطاءً لما تطلبه، فتم الإعلان عن تشكيل الجيش الموحد ضمن وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، ليضاف إلى القائمة الشرعية للعملية التركية بعد اتفاقية أضنة.

إقرأ أيضاً : منطقة الكبينة تفاجئ ميليشيات الأسد وروسيا وتلقنهم درساً جديد (فيديو)

وأكد المصدر بأن تعالي أصوات الدول الأوروبية ومجلسي الأمن والجامعة العربية عند بَدْء عملية “نبع السلام”، دفع تركيا للبحث عن شرعية قانونية ثالثة تضفي غطاءً لها أمام مجلس الأمن وأوروبا وتضمن موافقة نظام الأسد والذي يعتبر “جهة قانونية” داخلية لدى المجتمع الدولي للأسف، فما كان منها إلا التوجه إلى روسيا للحصول على تلك المرتكز الشرعي الثالث.

وقال المصدر العسكري إلى أن تركيا تمكنت من تحقيق أهدافها المتمثلة بإنهاء الكيان الانفصالي الذي شكلته ميليشيات “قسد” على حدودها الجنوبية، وتأمين المنطقة الممتدة من مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي غرباً إلى المالكية شرق الحسكة شرقاً، حيث الحاضنة الأساسية للميليشيات وبمسافة تقارب الـ 400 كيلومتر.

واعتبر المصدر بأنه من غير المعقول أن يكون ملف شرق الفرات مستقلاً عن ملف إدلب على حد قوله، خاصةً وأن اللاعبين الأساسيين هما تركيا وروسيا المعنيان الأساسيان بإدلب، مضيفاً إلى أن إضفاء توافقات الدول في بعض المناطق تنعكس بشكل إيجابي على مناطق أخرى.

ماهو مستقبل إدلب؟

ولم يستبعد المصدر أن تقوم روسيا خلال الفترة القريبة القادمة بمحاولات تقدم بشكل محدود على بعض النقاط المهمة في إدلب، وذلك بهدف زيادة مكتسباتها في طرح الحلول ضمن المنطقة، مع عدم التعرض بالقصف لمناطق الكثافة السكانية.

هذا وتحاول قوات نظام الأسد وميليشياته وبغطاء جوي روسي اقتحام تلة “الكبينة” شمال اللاذقية، وسط اشتباكات عنيفة مع الفصائل الثورية في المنطقة، ليصبح بذلك الشمال السوري عرضة للتصعيد وانهيار كل الاتفاقات الحالية فيما إذا استمرت الميليشيات بانتهاكاتها، بينما يبقى مصير إدلب رهناً للمحاصصات السياسية القادمة.

مدونة هادي العبد الله