تخطى إلى المحتوى

عضو اللجنة الدستورية جمال سليمان معلّقاً على الاجتماع الأول للجنة ومستقبلها

في لقاء أجرته معه شبكة “بروكار برس” الإخبارية، أدلى الفنان السوري المعارض لنظام الأسد “جمال سليمان” برأيه حول الاجتماع الأول يوم أمس للجنة الدستورية السورية، وذلك من خلال تحليله لكل من كلمتيّ وفد النظام ووفد المعارضة خلال الجلسة.

وحول كلمة وفد نظام الأسد، قال سليمان: “في الحقيقة أتحفّظ على نقطتين أساسيتين في كلمة رئيس وفد النظام أحمد الكزبري، أمام أعضاء اللجنة الدستورية اليوم الأربعاء في جنيف بسويسرا، كنت أتمنى في هذه المرحلة أن يتحدث رئيس وفد النظام إلى كل السوريين وعن كل السوريين، ولكنه تحدث عن جزء من السوريين ولجزء من السوريين، وهنا أقصد للسوريين في الداخل، على الرغم من أنهم أصحاب مصلحة في دستور عادل وجديد ومنصف في البلاد”.

وتابع بالقول: “الحديث يجب أن يكون لكل السوريين، لأن نصف السوريين في المخيمات ودول اللجوء، وهو لم يعترف سوى بالسوريين في الداخل، واستغرب حديث الكزبري عن أن اللجنة مدعومة من الحكومة السورية، لأن هذه لجنة تمثل الحكومة السورية، وليست مدعومة منها، وذلك وفق الاتفاقات الدولية ووفق القواعد الإجرائية التي تم النقاش حولها”.

إقرأ أيضاً : جمال سليمان يكشف تفاصيل جديدة بشأن اللجنة الدستورية ودوره فيها (فيديو)

وحول رأيه في كلمة وفد المعارضة، قال سليمان: “كلمة رئيس وفد المعارضة السورية هادي البحرة كانت كلمة موفقة، ولكل السوريين من دون استثناء، حيث أنه توجّه لكل السوريين في الداخل والخارج، وللمعارض والموالي ومن يقف على الحياد”.

وأضاف بقوله: “كلمة البحرة في افتتاح أعمال اللجنة الدستورية ركزت على المستقبل في سوريا وهذا شيء مهم، واستطاعت أن ترسم ملامح هذا المستقبل المأمول، بما يضمن الحريات بمختلف أشكالها، والتداول السلمي للسلطة، ودولة المؤسسات، الكلمة كان فيها شمولية ومستقبلية، وعبّرت عن رؤيتنا كمعارضة تسعى للحل السياسي، والدستور السوري المأمول”.

أليات وضمانات

وحول الآليات والضمانات التي تكفل تنفيذ ما ستتوصل إليه اللجنة الدستورية، قال سليمان: “الآليات منصوص عليها في القواعد الإجرائية، ونحن بصدد تنفيذ القرار 2254، والدخول إلى الانتقال السياسي أولاً عبر الإصلاح الدستوري، سواء بتعديل دستور أم كتابة دستور جديد وفي الوقت نفسه الالتزام بالمبادئ الـ 12 التي تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة، والتي تكفل الالتزام الكامل بسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضا وشعباً، والالتزام الكامل بالسيادة الوطنية لسوريا على قدم المساواة مع غيرها وبما لها من حقوق في عدم التدخل في شؤونها”.

وتابع بقوله: “كما تشمل الضمانات أن يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع، ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي من دون أي ضغط أو تدخل خارجي ووفقاً لواجبات سوريا وحقوقها الدولية، وأن تكون سوريا دولة ديمقراطية، غير طائفية تقوم على التعددية السياسية والمواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، مع الاحترام الكامل وحماية سيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين والتنوع الثقافي للمجتمع السوري، وصيانة الحريات العامة بما في ذلك حرية المعتقدات”.

وفي سؤال عن كونه متفائلاً بما يمكن أن تحققه اللجنة الدستورية، قال سليمان: “لن أبيع الوهم للناس، كما يفعل النظام وبعض الأطراف في المعارضة، نحن تحت ضغوط هائلة جدّاً، أولاً نحن نواجه النظام وأطرافا في المعارضة، لكن بوصلتنا هي الناس والمصلحة الوطنية العليا، بقدر ما نستطيع أن نخدم القضية سنكون مرنين وتفكر خارج الصندوق ونبحث عن مخارج، وما نقوم به واجب سياسي ووطني”.

وتابع بقوله: “مع الأسف الشديد، القضية السورية ليست ملك السوريين فقط، هي قضية تحت سلطة قوى إقليمية ودولية وجزء من نضال المعارضة كيف تدافع عن استقلالية القرار السوري، وتفك الارتباط بين المصالح السياسية وصراع الأجندات الإقليمية والدولية، وهي مسألة صعبة وتحدٍّ كبير”.

شكل الدولة القادم

وحول رأيه في النظام البرلماني والدولة الفدرالية، قال سليمان: “أنا أرى أن الفيدرالية لا يمكن أن تطبق في سوريا، وموقفي من ذلك واضح، ولن تنفع وتقود للانفصال، وفي الوقت نفسه يجب أن ننتبه أيضاً إلى أن الدولة المركزية لن تنفع أيضاً في سوريا، نحن بحاجة إلى قدر كافٍ وفعال من اللامركزية، أما النظام البرلماني فهو أشبه ببازار داخل السلطة التشريعية”.

وأكمل بقوله: “نحن بحاجة لاستقلال المؤسسات التشريعية والبرلمانية، ولا يجوز أن يمتلك الرئيس سلطة إصدار القرارات، يجب أن نجد الطرق التي تفصل بين المؤسسات، يجب البحث عن تداول رسمي للسلطة، يجب أن يعرف الرئيس أنه تحت المراقبة، ويعرف أنه لا يستطيع أن يسوق البلاد في هاتف أو إشارة أو كلمة، يجب أن يعرف أنه في حالة تشاور وشراكة مع الجميع”.

وتابع بالقول: “يجب أن يكون لدينا أنظمة رقابية مستقلة، تمارس دورها بموضوعية، ويجب أن يكون لدينا أحزاب حرة، وفق قواعد دستورية واضحة، وتقوم هذه الأحزاب بواجباتها ولها حقوقها ضمن الدستور، وسوريا بحاجة إلى حرية إعلام، ولكنه إعلام مسؤول وغير منفلت ولا يدخل في البازار السياسي، يجب أن يكون لدينا إعلام مستقل ويخضع للدستور والمحاسبة”.

وحول احتمالية ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، قال سليمان: “لو استطعنا صوغ دستور جيد وقانون انتخابات جيد وفرصة لانتخابات حرة ونزيهة في وسوريا وخارج سوريا وفي المخيمات، وتحت رعاية الأمم المتحدة والرقابة الدولية، في ذلك الوقت أنا مواطن سوري ومن حقي أن أترشّح، الرئاسة مهنة خدمة عامة، وليست حكراً على شخص”.

مدونة هادي العبد الله