تخطى إلى المحتوى

قائد ميليشيا قسد يعلن عن شروطه للاتفاق مع نظام الأسد بشكل نهائي

تستمر مظاهر العلاقة المعقدة العجيبة بين كل من نظام الأسد وميليشيات “قسد” بالتتالي، في وقت بات فيه التعاون والتكامل بين الجهتين واضحاً تماماً ليس مؤخراً فقط، بل تؤكد الأدلة والقرائن وجود تنسيق عال وتعاضد بين الجانبين منذ زمن طويل جداً.

ومع ذلك، وضع قائد ميليشيات “قسد” المدعو “مظلوم عبدي” شرطين أساسيين للتوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد – ظاهرياً فقط – وذلك في مقابلة مع قناة “روداو” يوم أمس، مبيناً موقف ميليشياته ن الاتفاق مع حكومة النظام.

وبحسب تصريحات عبدي، فإن الشرط الأول يتمثل بأن تكون الإدارة القائمة حاليًا في مناطق شرق الفرات – أي ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية” – جزءًا من إدارة سوريا بشكل عام، وضمن الدستور السوري أيضاً، أما الشرط الثاني، فهو أن تكون لميليشيات “قسد” استقلالية تامة، وأن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسوريا، على حد قوله.

إقرأ أيضاً : ويستمر التناقض! ميليشيات قسد تغازل نظام الأسد وتحيّي “شهداء الجيش السوري”!

وأضاف عبدي بقوله: “لسنا ضد أن نكون جزءًا من منظومة الحماية لسوريا عامة، ولكن يجب أن تحافظ قوات سوريا الديمقراطية على خصوصيتها، وبالتأكيد فإن المسألة الكردية هي مسألة أساسية، حيث يجب أن تكون جميع حقوق الكرد محفوظة ضمن دستور سوريا”.

وحول لقاءات ميليشيات “قسد” مع نظام الأسد، قال عبدي بأنها كانت منذ اليوم الأول “جادة”، ويعتقد أنها تدخل في مصلحة الطرفين، وأشار إلى أنه ومنذ بداية “الأزمة السورية” في عام 2011، تجري ميليشيات “قسد” لقاءات كانت تتخللها اتفاقات وأحيانًا تظهر خلافات وكلتا الحالتين “في مصلحة الطرفين” على حد زعمه.

وتابع عبدي بالقول: “وجود حركة التحرر الكردية كان سببًا رئيسيًا لأن تبلغ سوريا هذا اليوم، وألا تحقق الجماعات الإرهابية والمعادية المرتبطة بالخارج أهدافها، على الحكومة السورية أن ترى هذا بشكل جيد” على حد تعبيره.

تناقض غريب

وكانت رئيسة اللجنة التنفيذية لما يسمى بـ “مجلس سوريا الديمقراطية” المدعوة “إلهام أحمد” قد قالت بأن ما أسمته بـ “القوات الكردية” على استعداد للانضمام إلى جيش النظام، ولكن بعد إعادة هيكلته وتغييره، وأضافت: “إذا اتفقنا مع الحكومة السورية بشأن إدارة المنطقة، فعندئذ سنكون مستعدين للانضمام للجيش السوري”.

وحول فتح النظام باب “التسوية” أمام عناصر الميليشيات، ادعت أحمد بأن أفراد ميليشياتهم قد حاربوا تنظيم “داعش” دفاعاً عن سوريا والعالم، فهُم أبطال يستحقون الثناء والتكريم، وليس تسوية أوضاع ومراسيم عفو مثل تلك التي تصدر بحق المجرمين والإرهابيين، على حد زعمها.

ويأتي هذا البيان المتناقض بعد أن أعلنت ميليشيات “قسد” مؤخراً رفضها لدعوة نظام الأسد، والمتمثلة بانضمام عناصر ووحدات ميليشياتها بشكل فردي إلى جيشه، وطالبت وقتذاك بالتوصل إلى حل سياسي “يعترف بها ويحافظ على خصوصيتها” على حد تعبيرهم.

اتفاقات ولعب على جميع الجبهات

وكانت ميليشيات “قسد” قد توصلت لاتفاق مع نظام الأسد منتصف الشهر الماضي، وقضى هذا الاتفاق بنشر قوات النظام في عدة مناطق تسيطر عليها الميليشيات شمالي وشرقي سوريا، وذلك بهدف وقف عملية “نبع السلام” التركية التي انطلقت وقتذاك.

وعقب الإعلان عن الاتفاق، أعلن نظام الأسد عن دخول قواته إلى مدينة “الطبقة” ومطارها العسكري وبلدة “عين عيسى” في ريف الرقة الشمالي، إضافة إلى مدينة منبج ومناطق في الحسكة، بينها بلدة “تل تمر” في الريف الشمالي الغربي للحسكة.

وتحاول ميليشيات “قسد” مؤخراً اللعب على كل من الحبلين الروسي والأمريكي بشكل متواز، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من معظم مناطق شرق الفرات بسوريا، واكتفاءها بقوات محدودة بالقرب من حقول النفط، بينما استغلت روسيا هذا الفراغ لتنتشر في العديد من المناطق شرق سوريا بالترافق مع قوات نظام الأسد.

مدونة هادي العبد الله