تخطى إلى المحتوى

وسائل إعلام روسية تنقلب ضد بشار الأسد وتكشف نسبة قبوله لدى الشعب السوري

شنت بعض المنصات الإعلامية الروسية حملة انتقاد قوية ضد رأس النظام السوري “بشار الأسد” ونظامه بشكل عام، متهمة إياه بعرقلة العملية السياسية في سوريا، ومؤكدة بأن غالبية السوريين باتوا رافضين له ولنظامه، وأنه لا يحظى بتأييد شعبي كافٍ ليفوز بفترة رئاسية جديدة فيما لو حصلت انتخابات حرة في سوريا مستقبلاً.

وفي هذا الصدد، قالت وكالة أنباء “تاس” الحكومية الروسية بأن نظام الأسد قد سعى إلى إبطاء عمل اللجنة الدستورية لأنه لا يرغب في أن يقف أمام استحقاق إجراء انتخابات رئاسية، وقالت بأن تصريحات الأسد حول عمل اللجنة في جنيف مرتبطة بهذا الأمر بالدرجة الأولى “فكلما اقترب موعد إنجاز شيء ما في اللجنة، سوف تغدو ردود الأفعال أكثر حدة” على حد تعبير الوكالة.

وفي السياق ذاته، نشرت قناة “روسيا اليوم” ترجمة لمقالة وردت في صحيفة “زافترا” انتقدت “التصريحات الصـ.اخبة للأسد، معتبرة بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تقبل مثل هذه التصريحات التي أطلقها ضد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في وقت سابق.

إقرأ أيضاً: بحسب صحيفة روسية تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا

وذكّر المقال بأن روسيا قد لعبت الدور الأساسي في حماية حكم الأسد وأن أي انتخابات رئاسية جديدة في المستقبل لن تحقق نسب نجاح عالية لأي مرشح بما في ذلك بشار الأسد ذاته، على حد تعبير المقال.

وأكد كاتب المقال بأن النظام الحالي يحظى بتأييد ما يعادل نسبة 20 في المائة من الشعب السوري فقط، أما الغالبية التي تشكل نسبة 50 في المائة منه، فهي تريد تغييراً جذرياً في المنظومة الحالية وبالنسبة للبقية التي تشكل 30 في المائة من الشعب، فهي من غير المبالين وغير المعنيين بالأمر نهائياً، ولا تريد سوى لقمة العيش، مع انعدام أي طموح لديها.

وأكد الكاتب بأن هدف السير في الطرق السليمة التي تؤدي إلى المصالحة الوطنية لن يتحقق إلا من خلال سياسة معقولة وحكيمة وموزونة من قبل “القيادة السورية” ومن خلال بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي سينص عليها الدستور الجديد الذي سيتولى الشعب وضعه وصياغته، بما يستجيب لآمال وأماني غالبية الشعب.

حماقات دبلوماسية

وقال الكاتب في مقاله بأنه من الصعب فهم أن يشن الأسد هذا الهجوم على رئيس دولة – أي على أردوغان – يعتبر عضواً مشاركاً في عملية أستانا، وشريكاً لروسيا وإيران في حل المشاكل الجذرية التي تواجهها سوريا اليوم، على حد قوله.

واعتبر بأن التصريح حول أردوغان هو تصريح “شاذّ” ولا سابقة له في العرف الدبلوماسي، بل خطأ جسيم من وجهة نظر العلاقات السياسية بين الدول، ومثل هذه التصريحات تساعد الأطراف الساعية لتقويض المسار السياسي الذي تسعى موسكو مع شريكيها التركي والإيراني لدفعه في سوريا، وفقاً لما كتبه.

من جهتها أشارت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أن النظام السوري قد مارس نهجاً قمعياً لمعالجة مشاكل “القبائل المحلية” وغالباً ما تم إهمال سلطة شيوخ القبائل، كما تم تأييد الحملات المدعومة بقوة من جانب إيران لإجراء تغييرات ديموغرافية في مناطق يقطنها السنة، ما أضاف وقوداً إلى نيران الحرب في سوريا.

المصالح الروسية

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان نظام الأسد سيَعِي أهمية تغيير إستراتيجيته في التعامل مع “العشائر السنية” محذرة من أن تجاهل مصالحها قد يفتح صفحة أخرى في الصراع السوري وروسيا كضامن للاستقرار في سوريا لا يمكن إلا أن تأخذ هذا في الحسبان، على حد زعمهم.

وتأتي هذه الحملة من قبل الإعلام الروسي ضد رأس النظام السوري بل والنظام نفسه في سياق موجة من التذمر الرسمي الروسي من مواقف نظام الأسد وتهوره وسياسته الرعناء عسكرياً وسياسياً ومحلياً، بحيث بات نظام الأسد يشكل إحراجاً واضحاً لروسيا أمام المجتمع الدولي، وعبئاً ثقيلاً لا بد لها من رميه إذا أرادت فعلاً الاحتفاظ بمصالحها في سوريا عاجلاً أو آجلاً.

مدونة هادي العبد الله