تخطى إلى المحتوى

ظهور جديد لبشار الأسد على الإعلام الروسي بعد انقلاب منصات روسية إعلامية ضده (فيديو)

أثارت المقابلة الأخيرة التي أجراها رأس النظام السوري “بشار الأسد” مع قناة “روسيا اليوم” بنسختها الإنكليزية منذ أيام عاصفة من التحليلات والتكهنات حول السبب الحقيقي لإجرائها وما قيل فيها، حيث رجح محللون بأن يكون السبب هو محاولة الأسد لإعادة تبييض صفحته أمام حلفاءه الروس المستائين منه مؤخراً.

حيث تحدث رأس النظام السوري خلال تلك المقابلة عن جملة من القضايا والتطورات في سوريا والمنطقة، كما تحدث عن سيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط شرقي سوريا وما يعنيه هذا الأمر لـ “السيادة السورية” المزعومة، فقال: “بالطبع نحن غاضـ.بون، وكل سوري غاضـ.ب بالتأكيد، فهذا نهـ.ب وسـ.رقة، ولا يوجد نظام ولا قانون دولي”.

وعن تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” الأخيرة حول رفضه إتمام مهمته ليتجنب مصافحة الأسد، قال هذا الأخير بأنه هو من رفض مصافحة دي مستورا وليس العكس، بحسب زعمه، متهماً إياه بالانحياز للولايات المتحدة.

إقرأ أيضاً: موالو نظام الأسد يهـ.اجمون التلفزيون الرسمي لهذا السبب!

واعتبر الأسد خلال تطرقه لملف ميليشيات “قسد” بأن معظم الأكراد المنضوين تحت لواء تلك الميليشيات عملاء للأمريكيين، وحملهم المسؤولية عن خلق ذريعة لتركيا لغزو سوريا، على حد تعبيره.

وقال بشار الأسد بأن تلك الميليشيات لا تتكون من أكراد وحسب، بل مزيج من الأكراد والعرب وآخرين، وأن الأكراد فيها يمثلون جزءاً من الأكراد وليس كلهم، لافتاً إلى أن الجزء المسمى “حزب الاتحاد الديمقراطي” هو الذي دعمه الأمريكيون علناً بالسلاح والمال، وهرّبوا النفط معاً “ومعظم هؤلاء هم بصراحة عملاء للأمريكيين”، كما قال.

وأشار بشار إلى أن الصراع في سوريا بدأ إثر تدفق الأموال القطرية للعمال الذين تركوا أعمالهم وتفرغوا للتظاهرات والتسلح، مقابل 50 دولار كانت تدفعها لهم قطر وفق زعمه! وهي ذات الرواية الممجوجة المكررة التي يرددها الأسد ونظامه منذ ثماني سنوات ونيف إلى اليوم.

استياء وغضب

وكانت تصريحات سابقة للأسد قد أثارت استياءً كبيراً من الطرف الروسي، والتي وصفت تلك التصريحات بأنها “صاخبة وغير مسؤولة”، بعد أن هاجم فيها الأسد كلاً من اللجنة الدستورية والرئيس التركي والاتفاق الروسي مع تركيا شرقي الفرات.

ورغم أن الأوساط الرسمية الروسية تعمدت عدم التعليق على العبارات النارية التي أطلقها الأسد، فإن التصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية حملت رداً غير مباشر من خلال التأكيد أكثر من مرة على الالتزام بمذكرة سوتشي الموقعة مع تركيا، وكذلك على دفع مسار عمل اللجنة الدستورية في جنيف، بصفتها نقطة التحول الأساسية لدفع مسار التسوية السياسية بشكل عام في سوريا.

نظام متهاوي

كما دفعت السلطات الروسية عدداً من منصاتها الإعلامية للهـ.جوم على الأسد وتصريحاته، مذكرة إياه بأهمية الدور الروسي في الحفاظ على حكمه المهزوز، وبأنه لا يملك من القاعدة الشعبية ما يكفي لبقاءه في الحكم أصلاً.

بينما حمل تعليق لافت نشرته وكالة أنباء “تاس” الحكومية الروسية مجموعة إشارات إلى أن نظام الأسد قد سعى إلى إبطاء عمل اللجنة الدستورية لأنه لا يرغب في أن يقف أمام استحقاق إجراء انتخابات رئاسية، ورأت أن تصريحات الأسد حول عمل اللجنة في جنيف، مرتبطة بهذا الأمر بالدرجة الأولى، محذرة من أنه “كلما اقترب أجل إنجاز شيء ما في اللجنة سوف تغدو ردود الأفعال أكثر حدة” في إشارة إلى نظام الأسد الذي يضع العصيّ في عجلات الحل السياسي دائماً.

مدونة هادي العبد الله