تخطى إلى المحتوى

اتفاق بين ميليشيات قسد وروسيا حول بلدة تل تمر الاستراتيجية شرق الفرات

في الوقت الذي تتغير فيه خارطة السيطرة ضمن مناطق شمال شرق سوريا بمختلف القوى المتـ.صارعة ضمنها، لا تزال ميليشيات “قسد” تحاول بشتى الوسائل إيجاد موطئ قدم لها في كل مكان ضمن مناطق شرقي الفرات، باتفاقيات متلاحقة مع الولايات المتحدة تارة، ومع الروس تارة، ومع نظام الأسد تارة أخرى.

وفي هذا الصدد، ووفقاً لصحيفة “العربي الجديد”، كشفت مصادر مقربة من ميليشيا “قسد” يوم أمس عن قيام الأخيرة بتوقيع اتفاق مع القوات الروسية، يخوّل الأخيرة دخول بلدة تل تمر بريف الحسكة شمال شرقي سورية.

كما نصّ الاتفاق على انتشار الشرطة الروسية في البلدة، بهدف منع قوات “الجيش الوطني السوري” من دخولها، وكانت البلدة قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية مواجهات مستمرة بين ميليشيا “قسد” وقوات “الجيش الوطني” الذي سيطر على عشرات القرى والبلدات بمحيطها.

إقرأ أيضاً: ويستمر التناقض! ميليشيات قسد تغازل نظام الأسد وتحيّي “شهداء الجيش السوري”!

وذكرت مصادر ميدانية بأنّ قوات تابعة لميليشيا “قسد” قد دخلت برفقة قوات روسية قرى تابعة لناحية تل تمر بعد انسحاب “الجيش الوطني” السوري منها، ونقلت المصادر عن قيادي في الجيش الوطني بأن عناصره قد انسحبوا من قرى “العريشة والداودية العزيزية والجميلية” تحت إشراف القوات الروسية، وذلك تنفيذاً لبنود الاتفاق الروسي التركي، على حد قوله.

وأشار القيادي إلى أنّ ميليشيا “قسد” قد دخلت إلى تلك القرى برفقة قوات روسية، بعد انسحاب “الجيش الوطني” منها، دون ذكر تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع.

وكانت روسيا قد اتفقت مع ميليشيا “قسد” على دخول مدن مهمة قرب الحدود التركية، من أبرزها عين العرب ومنبج وعين عيسى، بهدف منع قوات “الجيش الوطني” والجيش التركي من دخولها إبان عملية “نبع السلام” التركية الأخيرة في شمال سوريا.

تعزيزات روسيّة

وبالترافق مع ذلك، وصلت 15 ناقلة جند وعربات عسكرية روسية تحمل ما يقارب 80 جندياً إلى مطار القامشلي، للتمركز في القاعدة العسكرية الروسية قرب المطار، وذكرت متصات إعلامية روسية بأنّ روسيا قد بدأت إنشاء قاعدة مروحيات في مدينة القامشلي ذاتها.

وفي وقت سابق، أكدت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية نية بلادها السيطرة على مطار القامشلي شمال شرقي سوريا تحت بند “الاستئجار” واستخدامه كقاعدة عسكرية ثالثة على غرار قاعدتَيْ حميميم وطرطوس.

وبحسب المصدر فإن روسيا تهدف من ذلك إلى تعزيز وجودها في سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، ومن غير المستبعد أن تعمل على نشر مركز لإدارة الصواريخ، بهدف مواجهة هجمات أمريكية محتملة على حد زعمها.

مطار القامشلي

ووفقاً للمصادر فإن الوجود العسكري الروسي الدائم في القامشلي، والسيطرة على المطار فيها سوف يساعد نظام الأسد في السيطرة على المنطقة والتسوية مع ميليشيات “قسد” أولاً، وثانياً لن تسمح موسكو بعد تعزيز وجودها في المدينة للأمريكيين أو الأتراك بالدخول إليها.

بالمقابل رفض المتحدث باسم الكرملين “ديميتري بيسكوف” نفي أو تأكيد تقارير صحافية حول نية موسكو استئجار مطار القامشلي، وقال: “لا أستطيع التعليق على ذلك، لا أعرف مَن يقول ذلك” على حد ادعائه.

مدونة هادي العبد الله