تخطى إلى المحتوى

الولايات المتحدة تتحدى روسيا قرب قاعدة حميميم في الساحل السوري

نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية خبراً مفاده بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت يوم أمس بتنفيذ إجراء تم وصفه بأنه “غير عادي”، وذلك بالقرب من قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، الأمر الذي يعتبر تحديًا لروسيا ومناطق نفوذها في سوريا.

حيث قالت الوكالة المذكورة بأن طائرة استطلاع مسيرة أمريكية قد أقلعت من قاعدة “سيغونيلا” في جزيرة صقلية الإيطالية، منفذة سلسلة من المهمات قرب القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، ومقتربة مسافة تتراوح بين 35 و45 كيلومتر منها.

وأضافت الوكالة بأن التحليقات المذكورة للطائرة الأمريكية قد جرت على ارتفاع يناهز 16 كيلومتر فوق المياه الدولية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن الطائرة لم تنتهك حدود سوريا البحرية، مشيرة إلى أن العملية قد استغرقت أكثر من 10 ساعات، وشمل مسارها أيضًا السواحل الإسرائيلية واللبنانية، حيث كان بإمكان الطائرة أن تراقب ضواحي العاصمة السورية دمشق.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تبث تسجيلات وصور للحظة الهـ.جوم على مخبأ البغدادي في إدلب (فيديو)

بينما نقلت قناة “روسيا اليوم” الروسية عن مراقبين قولهم بأن الطائرة الأمريكية المذكورة هي من طراز “غلوبال هوك” الاستراتيجية، معتبرين تحليقها بالقرب من القاعدتين الروسيتين في سوريا أمرًا غير عادي، على حد تعبيرهم.

وتعتبر طائرة غلوبال هاك الأمريكية مخصصة لخوض الاستطلاع الجوي الاستراتيجي على عمق كبير داخل أراضي العدو وخلال وقت طويل، وبإمكانها مراقبة مناطق شاسعة والكشف عن أهداف منفردة بدقة عالية، ولم يتم معرفة ماهية المهام التي نفذتها في سوريا مؤخراً.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الأمريكيون بمهام بالقرب من مناطق النفوذ الروسي أو حتى في غرب سوريا بشكل عام، فقد نفذ طيران قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عدة غارات من قبل في عدد من مناطق إدلب وريف حماة الشمالي بالقرب من القواعد الروسية، مدعين بأنهم قد استهدفوا جماعات “إرهابية” متطرفة.

القضاء على زعيم داعش

كما تعد العملية التي نفذتها القوات الأمريكية الشهر الماضي في ريف إدلب الغربي للقضاء على زعيم تنظيم “داعش” الأسبق المعروف بـ “أبو بكر البغدادي” تدخلاً في نطاق مجال العمليات الروسية، ولا زالت وزارة الدفاع الروسية تدعي إلى اليوم بأن تلك العملية قد تمت بدون علمها أو التنسيق معها، بينما يؤكد الجانب الأمريكي بأنه قد فعل.

وكان مسؤول عسكري أمريكي قد صرح بأنه قد تم تأكيد هوية البغدادي ومقتله في الغارة التي تم تنفيذها في ريف إدلب الشمالي الغربي ليلة الـ 26 من الشهر الماضي، وذلك بعد التحقق من هويته عن طريق الحمض النووي، إضافة لتقنية التعرف على الوجوه.

وصرح المـسؤول بأن 50 إلى 70 جندياً ضمن ست مروحيات قد شاركوا في الغارة التي استهدفت البغدادي، وأن القوات الأمريكية التي شاركت في الغارة قد انطلقت من أربيل في شمال العراق، وذلك بعد تلقي تقارير عن مشاهدات للبغدادي في إدلب منذ فترة من الزمن.

إنكار روسي

ولاحقاً، قالت وكالة “رويترز” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بأن جثة البغدادي قد تم دفنها في البحر، وذلك بعد شعائر مطابقة للشريعة الإسلامية بحسب زعمهم، دون الإفصاح عن المكان الذي أقيمت فيه هذه الشعائر، أو البحر الذي تم رمي الجثة فيه.

بالمقابل أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأن القوات الأمريكية قد قتلت أيضاً الشخص الذي كان من المرجح أن يخلف البغدادي، حيث تم إعلان مقتل “أبو الحسن المهاجر” المتحدث باسم التنظيم والشخصية البارزة فيه، وذلك بالقرب من مدينة جرابلس أيضاً، وتوجه بالشكر إلى كل من تركيا وروسيا للتنسيق معاً بشأن تلك العمليات المتلاحقة للقضاء على زعماء التنظيم.

يذكر بأن عملية اغتيال البغدادي قد تمت بعد تنسيق وتبادل للمعلومات بين كل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وقد أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” في وقت سابق بأن الولايات المتحدة قامت بإبلاغ بلاده عن العملية، وتم تبادل وجهات النظر حولها قبل تنفيذها، فيما أنكرت قوات الاحتلال الروسي معرفتها بالعملية، بل وشككت فيها أيضاً.

مدونة هادي العبد الله