تخطى إلى المحتوى

صحيفة تركية تكشف خلاف روسي تركي قادم حول مناطق شمال شرق سوريا

قالت صحيفة “يني شفق” التركية بأن روسيا قد بدأت تستخدم نفس التكتيكات السابقة الولايات المتحدة حول مناطق شمال شرقي سوريا وميليشيات “قسد” الانفصـ.الية المعـ.ادية لتركيا، متوقعة ظهور بوادر خلاف كل من تركيا وروسيا حول هذا الملف الشائك أصلاً.

وذكرت الصحيفة في مقال نشرته يوم أمس بأن روسيا قد فشلت في طرد ميليشيات “قسد” من “المنطقة الآمنة” المتفق عليها ضمن شمال سوريا، وذلك بعد شهر واحد من التوصل إلى اتفاق سوتشي الأخير، حيث يبدو أن روسيا تستخدم نفس تكتيكات المماطلة التي اعتمدتها الولايات المتحدة في السابق حول تلك المنطقة وميليشيات “قسد”.

وتأكيداً على هذا الأمر، قالت الصحيفة بأن الروس قد انتشروا فوراً في قواعد كانت الولايات المتحدة قد أخلتها من قبل في عدة مناطق من شمال سوريا، مثل قاعدة “صرين” جنوب “عين العرب” بريف حلب الشرقي.

إقرأ أيضاً : الولايات المتحدة وروسيا تعلقان على تلويح تركيا باستئناف عملية نبع السلام

كما قامت روسيا بمشاركة الحدود في القامشلي مع نظام الأسد وميليشيات “قسد”، ولم تعترض حتى على قيام القوات الأمريكية بإنشاء قاعدة في قرية قريبة من القامشلي.

وفي الوقت ذاته، يقوم الجيش الأمريكي بدوريات مع عناصر ميليشيات “قسد” في كل من “الدرباسية وعامودا والمالكية والقامشلي”، وكلها تدخل في نطاق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي، ولا تتردد روسيا أبداً في تشكيل تحالف مع ميليشيات “قسد” في مناطق أخرى.

وبموجب الاتفاقية الموقعة بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي، تم الاتفاق على أن تعمل الشرطة العسكرية الروسية و”حرس الحدود” التابع لنظام الأسد بطرد ميليشيات “قسد” على بعد 30 كيلومتراً من الحدود التركية، إلا أن روسيا لم تلتزم بهذا الأمر.

مزاعم روسيّة

ومع ذلك لا تزال روسيا تؤكد التزامها بالاتفاقية، حيث قالت يوم الجمعة الماضي بأنها تعمل “بنشاط” لتنفيذ المذكرة التي تم التوصل إليها مع تركيا، وقالت “ماريا زاخاروفا” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية وقتذاك: “نعتقد أن روسيا ستقوم بدورها ونأمل أن يفي شركاؤنا بوعودهم، نحن نعمل بنشاط في هذا الصدد”.

وبالترافق مع هذا التواطؤ الروسي، باتت ميليشيات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة أكثر استهتاراً، بعد أن شعرت بحماية روسيا لها، وكمثال على ذلك، أرسل الجيش الروسي مؤخراً قوات إلى خط المواجهة المشتعل في بلدة “تل تمر” لدعم ميليشيات “قسد” ضد “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.

ولمنع الجيش الوطني السوري من السيطرة على بلدة “تل تمر” خلال الأسبوع الماضي، تم رفع عَلَم روسيا على مركبات مدرعة بدأت بتنقلاتها في المنطقة، الأمر الذي يضع بنود اتفاقية سوتشي في موضع الشك.

انهيار الاتفاق

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” قوله: “إذا لم نحصل على نتيجة، فسنفعل ما هو ضروري، مثلما بدأنا العملية بعد المحاولة مع الولايات المتحدة”، في إشارةٍ إلى العمل مع واشنطن لإزالة ميليشيات “قسد” من المنطقة.

وبالإضافة إلى كل ذلك، وخلال اجتماع بين تركيا وروسيا جنوب “تل أبيض”، تبادل مسؤولو الأركان العامة المعلومات حول الوضع على الأرض وطلبوا انسحاب ميليشيات “قسد” من الطريق الدولي السريع M4 وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي.

إلا أن روسيا رفضت هذه الطلبات، وزادت دعمها لميليشيات “قسد” في مناطق أخرى، وخاصةً في “تل تمر”، الأمر الذي يضع اتفاقية سوتشي الأخيرة كلها في موقف حرج يهدد بانهيارها، وبالتالي توتر العلاقات الروسية التركية المعقدة أصلاً.

مدونة هادي العبد الله