قام المجلس الروسي للشؤون الدولية مؤخراً بنشر دراسة عن مستقبل الأوضاع في سوريا، تتضمن سيناريو جديد للمستقبل السوري، وقد أعد تلك الدراسة المحلل السياسي الروسي “جارمان كازانوف”.
وتوقع السيناريو المذكور بأن يستقر الأمر على تقديم رأس النظام السوري “بشار الأسد” استقالته، ثم وقف إطـ.لاق النار وتشكيل حكومة انتقالية، مشيراً إلى أن الاتفاقات بين تركيا وروسيا تحد من خـ.طر التصعيد على المدى القريب، لكن المدى البعيد قد يشهد فشـ.لاً، على حد تعبير المحلل الروسي.
وذكّر المحلل في سياق دراسته بأن روسيا وإيران ما تزالان تدعمان الأسد بقوة، ولن تسحبا جيشيهما حتى بعد أن يستعيد النظام وحدة البلاد تحت سلطته وتنسحب القوات التركية والأمريكية من سوريا، على حد تعبيره.
إقرأ أيضاً: تصريحات للمستشارة الألمانية ميركل حول عودة اللاجئين السوريين والتغيير السياسي في سوريا
وتابع بالقول: “لكن في الوقت نفسه، من غير المحتمل أن تبدأ القوتان العظميان – روسيا والولايات المتحدة – والقوتان الإقليميتان – تركيا وإيران – حربًا محلية أو عالمية للسيطرة على سوريا بأكملها”.
وفي ظل الوضح الحالي، وضع السيناريو الروسي خيارين للخروج من الأزمة: الأول، بأن يعترف اللاعبون الخارجيون بمناطق نفوذ بعضهم البعض، وينتهي الأمر بثلاث مناطق: “سوريا تحت حماية طهران وموسكو”، و”الشمال المعارض مع الدور القيادي لأنقرة”، و”شرق الفرات تحت سيطرة الولايات المتحدة وميليشيات قسد”.
وأشارت الدراسة إلى أنه في حال حصول هذا الأمر، ستبقى سوريا منقسمة إلى أن يتخلى أحد الأطراف طواعية عن نفوذه، أما الخيار الثاني الذي وصفه المحلل بأنه الأكثر إيجابية، فهو يتمثل بقيام روسيا الولايات المتحدة بعقد مؤتمر دولي بمشاركة ممثلين من تركيا وجامعة الدول العربية وإيران، وأن يعلن الجميع التزامهم بضمان السلامة الإقليمية لسوريا.
خيارات خيالية
وأوضح المحلل بأن ذلك يعني الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية، والتوحيد الذي يجب أن يحدث بعد تحول سياسي يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يعني استقالة بشار الأسد ووقف إطلاق النار على مستوى الدولة.
وذكر المحلل الروسي بأنه يمكن لتركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وجامعة الدول العربية وإيران في هذه الحالة إقامة منصة لجلب ممثلي المعارضة والنظام لطاولة المفاوضات، بغية تشكيل حكومة انتقالية يتم فيها تمثيل جميع القوى وفقًا لمساحة الأراضي، على حد قوله.
أهون الشرور!
ورأى المحلل بأن الخيار الثاني هو الأقل تكلفة لجميع الأطراف، حيث أنه يقوم على حلول وسط للهدف المشترك، ألا وهو وحدة أراضي سوريا، فيما وصف الخيار الأول بأنه محفوف بالمخاطر.
وقال في هذا الصدد: “حتى لو تمكن الأسد من هزيمة المعارضة بالقوة وقضى على ميلشيات قسد، فسيتطلب الأمر عشرات الآلاف من الضحايا، وسيؤدي هذا التصعيد تلقائيًا إلى أزمة جديدة للاجئين، وقد تتحول سوريا الموحدة إلى كوريا الشمالية التي لا يعترف بها سوى عدد قليل من الدول”، وفقاً لما ختم به حديثه.